لا أدري كيف أبدأ مقالي من تصرفات بعض البشر في تغير قناع وجه من حين لأخر ومع الأسف هذا مالمسته بنفسي في مجتمعي الآ من رحم ربي.. إذ كثير منا يقع ضحية الإعجاب بالمظهر، ضحية الحكم على الشكل، في وقت حين تقترب أكثر من الشخص، وتكتشف تفاصيل أكثر عنه، قد ينتهي بك المطاف إلى صعقة مؤلمة قد تتخذ قراراً حاسماً بالابتعاد عن هذا الشخص، أو قطع علاقتك نهائيا به، وإلغائه من حياتك بوضع إكس، أو قد تستمر في علاقتك معه بأسلوب حذر بعدما انكشفت لك اوراقه فأقول لا تنخدع بـالمظهر.. ابحث عن الجوهر. حينما نقول إن حياتنا أصبحت في غالبها مظاهر، فإننا لا نبالغ إطلاقاً، إذ نحن في زمن بات الجوهر آخر ما يفكر فيه الناس
كثير من الناس وقد يكون أحدنا منهم ينخدعون بالمظهر، فينجرفون وراء «مظاهر خداعة» لا تعكس الواقع إطلاقاً، لأن الواقع في أساسه تكشفه كثير من العوامل، أهمها التعامل والقرب والتدقيق في السمات والصفات.
هذا الكلام ينطبق على كثير من الأمور في حياتنا، في كل شيء سنجد معادلة المظهر والجوهر، في الأعمال وفي الحياة الاجتماعية وفي الممارسات اليومية، وحتى في عمليات اقتناء وشراء إحتياجاتنا اليومية
يعجبنا شيء من شكله الخارجي، فنتهافت عليه، لكن عندما نجربه ونقترب منه أكثر، تكتشف بأن الجوهر ضعيف جداً، وأن المواصفات هزيلة، وقد يكون هذا الشيء الجميل خارجياً وكما يقال المثل من،، بره هاالله الله ومن الداخل يعلم الله،،وقس على ذلك في بعض البشر.. لا تنخدعوا بالشكل الظاهر، ولا يغركم كيف يقدم بعض البشر أنفسهم للمجتمع، إذ كم من البشر كنا نحبهم ونحترمهم من بعيد لكن حينما نقترب منهم نصدم صدمة ما بعدها صدمة، لأن الواقع يكشف لك المظاهر الخداعة والزائفة.ولكن المشكلة تقع عند الإنسان الطيب صاحب الفطرة السليمة عندما يرى أن الناس كلهم طيبون، ثم إذا واجهه موقف منهم أو لحق به ضرر من ظلم او شخص تكلم عليه أو استغل طيبته، تُغلق الدنيا في وجهه، فيبدأ وهو يرى الناس الطيبين قد رحلوا من مجتمعه، وأن الخير انعدم، وتحصل له أزمة نفسية، لأن مفهوم الطيّب يقدم الإحسان للناس بكل ما يستطيع فعله، ويقدّم ذلك بحسن نية وبراءة منه، فهو بالتالي ينتظر منهم الرد بالشكر أو المعاملة بالمثل على الأقل.. فيا من كشفت امره أقول له عامل الناس كما انت تحب ان يعاملوك.. فأقول أن الصدق والطيبة وحسن الظن بالآخرين ليست ضعف شخصية ياعزيزي، بل هي من الأخلاق الراقية وهي تزيد صاحبها سمواً وجمالاً روحياً، وليس من العيب أن يمتلك الإنسان الطيبة بل العيب في من لا يُقدّر هذه الطيبة ومحروم من حلاوتها.
*همسة*
وَلاَ خَيْرَ فِي وِدّ امْرِئٍ مُتَلَوّنٍ إِذَا الريحُ مَالَتْ مَالَ حَيْثُ تَمِيلُ
التعليقات 2
2 pings
د. عاطف منشي
11/08/2020 في 11:27 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع كعادتك يا أبا ياسر وذكرتني بقول القائل:
فإِمَّا أَنْ تَكونَ أَخِي بحَقٍّ
فأَعْرِفَ مِنْكَ غَثِّي أَوْ سمِينِي
وإِلاَّ فاطَّرِحْنِي واتَّخِذْنِي
عَدُوًّا أَتَّقِيكَ وتَتَّقِينِي
محمد العق
11/08/2020 في 8:00 م[3] رابط التعليق
👍💔
المشكلة تقع عند الإنسان الطيب صاحب الفطرة السليمة عندما يرى أن الناس كلهم طيبون،