قرر جعفر أن يشد الرحال للسفر واحتارَ من يختار من أصدقائه الثلاثة ليكون رفيقا له في دربه , فتحدث مع أمه قائلا : سأسافر بعد أسبوع يا أمي ولا أريد أن أفرق بين أصدقائي الثلاثة والدرب طويلة جدا وبها مشقة ولم أجرب واحد من أصدقائي في أي رحلة كانت، فأتمنى أن تدليني على وسيلة تسن لي اختيار واحد منهم يكون كفؤٌ لي في السفر.
أمرت الأم أن يضيّف كل يوم صديق، في اليوم الأول أتى ناصر، وقام جعفر باستقباله فأقعدهُ في مجلس الضيافة وجلسا يتحدثان حتى نادته أمه ليأخذ الطعام لضيفه، واستلم الوعاء المصنوع من الفخار ممتلئ بالأرز وقد أخفت الأم البيضة بداخل الأرز بطريقة مخفيه وقالت لولدها بهمسات غير مسموعة : اذهب الى صديقك وضع الطعام بجانبه وعد لي حتى اذن لك أن تعود له ثانيه..
فهمس لأمه متسائلاً : لماذا يا أمي كل هذا؟
فقالت :اذهب ولا تسأل ستعرف كل شيء عندما يحين موعد سفرك.
فتوجه إلى المجلس وأنزل السفرة وقال لصديقه : خذ راحتك يا ناصر حتى أعود لك ثم خرج لأمه التي كانت تنتظره عند الباب فأمسكت بيده وقالت : اريد منك أن تخبرني بكل شيء بعد ما يغادر صديقك
فأردف : سمعا وطاعة يا أمي ..
الان اذهب مع صديقك وعاد بعد برهة لصديقه وجلس بجانبه وتعجب عندما حدق للوعاء الفارغ .
فقال له باستياء: هنيئا لك الطعام والمعذرة لأنني تأخرت عليك..
ناصر وهو يتجشأ : لا داعي للاعتذار فنحن أصدقاء..
فقال جعفر في نفسه: ليتك انتظرتني حتى عدت ولكن الحمد لله على أنني أتممت واجب الضيافة..
غادر الضيف و رجع جعفر إلى أمه وأخبرها عن ما شاهدة فقالت: أحضر لي غدا صديقك الأخر.
أتى اليوم التالي و جاء صديقه هميم و قدم له نفس الوجبة فكرر هميم نفس ما عمل الضيف السابق وبعد الانتهاء عاد لأمه وأخبرها فقالت: أحضر غدا صديقك الثالث..
جاء اليوم الثالث و استضاف صديقه خالد وضع السفرة وخرج لأمه كبقية الايام وعاد بعد هنيهة شاهد السفرة وسعدَ حين وجد صديقه قد شق البيضة نصفين وضع النصف الأول أمامه والشق الأخر إزاء المكان الذي سيتربع عنده جعفر.
رجع لأمه وقالت: هذا هو رفيق دربك وذراعك اليمين الذي تتحزم به في سفرك.
بقلم / محمد الزعابي