لم يعد هناك مُتّسع من الوقت، فالوقت يمر بشكل سريع جداً وعقارب الساعة تكاد تنهي دورتها المعهودة لِتَدُقّ منذرة تساقط هذا العمر، كما يتساقط ورق الأشجار ورقة ورقة...
وكما تمر فصول السنة فصلاً تلو آخر..
فخصلات شعري ذو اللون الأبيض كفيلة لأن تخبرني أنّ العمر قد شارفَ على الإنتهاء
صحيحٌ أنه لم تسنح فرص الحياة بالضحك لأمثالي ، غير أني ضحكت لها..
فأنا لست خريج جامعات عَصرية، ولا صاحب شهاداتٍ جامعية، فمازلت بدائيّ الصنعة، لا تسألني عن السبب!!؟
فالمُتعبين لا يبانُ على ملامحهم سوى إبتسامتهم المعهودة،التي تُحيي بها قلوب البشرية، يُوَزّعون طاقاتهم الايجابية علامات لِتَخَرُّجِهِم منتصرين قبل انتهاء تلك الدورة من مراحل عمرهم.
هؤلاء المُتعبين خِبرَتهم للألم جعلتهم يُحَوِّلون فشلهم إلى نجاح يُبهر العقول ويُحَيِّر الألباب!!
فَرُغمَ الكَمّ الهائل من المعاناة في أعماقهم وتلك الأعباء على كواهِلهم لكنَّهم فَضّلوا إخراج أسرارهم كِتابةً عَلَّها تصل رسالةً إلى مجتمع جلُّ همه التنمر والإستهزاء من أمثال هؤلاء.
لكنّ تلك المعاناة أصبحت أقلامهم التي تَكتُبُ بالفطرة ما تُخفيه أغوارهم من كنوز.
إنها إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علَّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم...
أصبحوا كُتّاباً بلا حَول منهم ولا قوّة.
فَجّروا آهاتهم ولَوعاتهم من أعماقهم كتابة عَلَّها تُخرِجُ لؤلؤاً ومُرجاناً فيصل أنينهم كحرف ويكشف شيفرةَ هذه النفس ولتأخذ حَظَّها من العلم والأدب.