ليلى عشيري
المعلمة بما تحمل من رسالة عظيمة إلى جانب رسالتها الأسمى "الأمومة" جعلتها تجمع مكانتين عظيمتين فهي مدرسة لأبنائها، وهي سراج النور الذي يُخرج الأجيال من ظلام الجهل إلى نور العلم، وهي الذي تفني عمرها في تربية جيل ستؤول إليه يوماً دفة المسيرة، وهي التي تهبُ أنفاس العمر لأجل إيصال المعرفة والثقافة إلى طالباتها، ولولاها لما تقدمت الأمم ولما تطورت الأوطان، فهي النبراس الذي يُضيء الدروب للأجيال، وهي التي تُؤسس المجتمعات وترفدها بالطبيبات والممرضات والمعلمات وغيرهن، ولولاها لما كان هناك علمٌ ولا معرفة، لذا [معلماً كان أو معلمة] أستحقا أن خصصت معظم دول العالم هذا اليوم-الخامس من أكتوبر من كل عام- يوماً للإحتفال بهما محبةٍ لشخصهما، وتقديراً لرسالتهما العظيمة.
وبدورنا نقدم كلمة شكر وعرفان للمعلمة نقول لها فيها " معلمتي الغالية: لا أجد كلمات وعبارات توفيك حقك كي أرتبها شكراً وعرفاناً لكِ، فأنتِ الشجرة الوارفة الظلال التي حملت أشهى الثمار لتُعطينا إياها، وأنتِ المنارة التي تُضيء عتمة العقول، والزهرة التي تنبت في القلب، وتروينها بعلمكِ ومعرفتكِ وثقافتكِ، فلولاكِ لما استطعتُ أن أكتب حرفاً واحداً، ولولاكِ لما كان للمعرفة وجودٌ في عقلي، فاسمحِ لي بأن أقدم لكِ رسالتي هذه بحروفها الخجولة وكلماتها المتلعثمة، فمهما تكلمت لن أٌوفيكِ حقكِ، فطوبى لك ولغبار الطباشير التي تُمسكينها بيديك، فبكِ ترتقي الأمم، وبكِ تصبح الأحلام حقيقة، فكم من طالبةً أصبحت مجتهدةً بفضلكِ وأمسة طبيبةً أو معلمةً أو محاميةً أو أي وظيفةً أخرى داعبت خيالها ووصلت إليها بفضلكِ.
ومهما قالوا في مدحك من شعر او نثر ،فإن القصائد تتزين بكِ ،والنثر يقتبس الجمال من دوحتكِ، والعقول تكبرُ بالاقتراب منكِ، فمرحى لكِ، وطوبى لكِ والمجد والرفعة والحياة بكِ ولكِ.
سطحية كلمة "شكرا"
وبلا معنى أمام حضرتكِ، وبرغم هذا اسمح لي أن أقول لكِ: شكراً بحجم عطائكِ الذي ليس له حدود، شكراً بحجم الكون لكِ، أحبك يامعلمتي لأنكِ قدوتي وثقتي وصاحبة الفضل الكبير، بكِ أصل إلى مراتب العلماء، وبك أطمس ملامح الجهل والغباء، فمن غيركِ أمسك بيدي لينزع عني ثوب الجهل الأخرق، ومن غيركِ تتكئ عليه أحلام الأهل والأبناء، فأجمل تحية لتجاعيد الزمان علی جمال وجهك التي تحكي قصة صبركِ وإصراركِ على أن تمحي كل الأفكار العقيمة لتزرعي بدلاً منها أفكاراً نيّرة تليق بالعقول الكبيرة"، دمتِ أيتها المعلمة الأم ، ودمتِ أيتها الأم المدرسة.
قائدة مدرسة الحبيل الأولى
مكتب التعليم بالقوز