التعلم الذاتي :
يطلق عليه البعض التعليم العصامي و هو أحد أهم استراتيجيات التعليم الفعالة في مواجهة كثير من المشكلات التربوية، ومواجهة تطور العصر الحالي والانفتاح على العالم، وعلى الكم المعرفي الهائل المنتشر عبر عدة وسائل ، فهو ضرورة لتدريب الأفراد على كيفية الإعتماد على أنفسهم في تحصيل المعرفة والعلم.
لذا ينبغي أن لا يتوقف العلم بإستلام وثيقة التخرج الجامعية ، بكالوريوس ، ماجستير ، دكتوراه .
بل ينبغي أن يكون ذلك مجرد جسر عبور لآفاق أخرى تمتلك أساسياتها لتتوسع في الغور بها .
فالتعليم الذاتي في ذات التخصص الذي إخترته لتبني عليه حياتك المهنية ، مهم جدّا لك وللمجتمع الذي تخدم به ؛ وأستطيع أن أقول أنه أكثر متعه لأنه لا يرتبط بجدول و لا اختبار و لا ضغط لإكمال ما بدأت به .
وهذا ما عرفه لنا _بافلوف_ وقال بأن التعليم الذاتي كمفهوم " أن الفرد ممكن أن يتغير إلى الأحسن ومن الداخل، إذا توفرت في حياته الظروف الملائمة لأحداث هذا التغير.
ويعضد هذا التغير ما يتصف به نشاطنا العصبي الراقي من المرونة، وقابلية للتشكيل والتكوين، وما يتضمن فيه من إمكانات كامنة وهائلة".
فلتسترجع أكثر ما أحببته كطالب/ة وتوسع بما لم تجد أو تتعلم ضمن الخطه الجامعية ، و أبدأ بكتابة بحوثك الخاصه ، و إكتشافاتك المبهره التي قد تجدها بين السطور و من مصادر كثيره ودونها لتعود إليها متى إحتجت إلى ذلك .
فليكن مكتبك معملك الصغير و لتجعل المعرفه أڤيونك الذي لا تتوقف عن البحث عنه وبذل ما تستطيع للوصول إليه ! لا تجعل عقلك راكدًا بل نشط بشكل دائم في ما يستهويك.
إذهب للحصول على دورات معتمده لتقويتك وتواصل مع مدراء البحوث للبحث عن فرصه ، فهذا العالم الشاسع لا زال به الكثير مما لا نعرفه فما أوتينا من العلم إلا قليلًا .
و يرى بعض التربويين أن التعلم الذاتي يحصل نتيجة تعليم الفرد لنفسه بنفسه أو هو عبارة عن مجموعة من التعليمات التي تساعد على تحسين التعلم عن طريق تأكيد ذاتية الأفراد المتعلمين من خلال برامج تعليمية مقننة، تعمل على خلق اتجاهات ومهارات ضرورية لدى الفرد.
فالعلم يشحذ الفكر و يصقله و يجعله اكثر حده ، ولا أقوى من التعليم الذاتي حين يبدأ بالشغف وتلك هي الشعله المناسبه للإنطلاق ، ومن ثم إختيار موضوع معقد تتحدى به ذاتك و قدراتك ، فما تعمل عليه اليوم سيستفيد منه الآلاف من بعدك !
ولعلنا هنا نذكر هنا أهم أهداف التعلم الذاتي :
(1) اكتساب مهارات وعادات التعلم المستمر لمواصلة تعلمه الذاتي بنفسه .
(2) يتحمل الفرد مسؤولية تعليم نفسه بنفسه .
(3) المساهمة في عملية التجديد الذاتي للمجتمع .
(4) بناء مجتمع دائم التعلم .
(5) تحقيق التربية المستمرة مدى الحياة .
لهذا إن المجتمع المالك للمعرفة هو المجتمع المسيطر على مصادر القوى في العالم، ومستقبلُ الأمة رهنٌ بالقدرة على المشاركة البنّاءة في عالم المعرفة، والمجتمعاتُ المتقدمة تهتم اليومَ بالتعلم القائم على المتعلم ذاته في تحصيل المعرفة لا المعتمد على الآخرين.