جيلٌ بل أجيالٌ أضعناها بسبب أهواءٍ شخصية ،كان يمكننا استغلالها لتصبح منارة لمناطقنا وبالتالي لأمتنا.
كم كان عدد الأطفال الذين قاتَلوا عن أطفالِ القرية كلها للحصول على مَسرَح أو مكتبة،قاتل ليغرس بذور الطفولة..
كم تَعِبنا من أجل فكرة صغيرة هي حق لهم ولأجيالنا..
نعم نعلم أنَّ البعض مِن هؤلاء الأطفال وصل لأحلامه، فمنهم من صار طبيباً ومنهم من أصبح جندياَ ومزارعاً، ولكنهم لم يُحققوا أدنى طموحٍ للأجيال القادمة.
لم يحققوا طفولتَ أجيال، تريد العيش بسلام وسكينة.
إنّ السبب الرئيسي لتَخَلُّفِنا أنَّنا نُوَلّي علينا من هم من قَبيلتنا بلا أدنى مقومات لكفاءته، لأننا ببساطة تَبعاً لأفكارٍ غُرِست في مجتمعاتنا ،وننسى الشخص المناسب..
فتتحرك العصبية والقبلية والعائلية.
فالتربية والتعليم ليست مَبنية فقط على مَنهَجية قديمة نعيشها منذ عصور ، فالله يقول لنا أيضاً أن نتغير للأفضل وأن نُفَتِّش عن بدائل تُشْعرُنا أننا نمضي في الطريق السليم..
لا يمكن للمنهجية والعقلية الراكدة والسلبية الدينية أن تُنتِج فِكراً، لا يُمكن ذلك..
قبل أن تُعَلِّمَني الصّلاة، عَلِّمني كيف أكون صلاةً أمشي بالحب بين الناس ولا أُصبح عبداً لإدليوجيتك التافهة المقيتة المُتَزمِّتة، فلا إسلام بلا سلام داخليٌ مع ذاتك أولاً ثم مجتمعك ومُحيطك!! فالمعركة الفاصلة اليوم، هي أن نَجلِس حقيقةً بلا وَهْمٍ مع أنفُسِنا ونَتَفَكَّرَ بَيننا وبينَ ذواتِنا، لِما وَصَلنا إليه من انحطاط أخلاقيٍّ فَشَوَّهنا بذلك جَمالَ أَنفسِنا وجمال الكون وجمال الله.
وجمال الرِّسالة التي شرَّفنا الله بها، أنَّنا خَيرُ أمَّةٍ أُرسِلَت للبشرية كافة!!
نَعلَمُ أن سياسة الدَّولة كاملة مَبنِيةٌ على الفساد والإفساد للأجيال القادمة..
ولكنَّ مسؤوليتنا أكبر في سبيل تحسين مناطقنا، فنَعلم أنه لَن يأتي رجل مثل محمد وعيسى وإبراهيم عليهم الصلوات والتسليمات لِيغَيِّرونا، ولكن كن أنت هو أنت!! كن مِثل هؤلاء العُظَماء بتعاليمهم السَّمحة وحبهم للدنيا وللنفس البشرية.
فلو تراحمنا فيما بيننا لتَغير حالنا
فاغرس فتيلا وكن بانياً حتى حين موتك وحين تقوم ساعتك وتقوم قيامتك.
ابزر بزور الخير!!
فأنتَ من تُبنى عليه الحضارة، وأنتَ من تعش لحياةٍ أفضل من أجلك نعم ومن أجل أجيالك القادمة.
نَلهَثُ وراء المال من هنا وهناك سواء ما نراه من ضخامة المبالغ المالية التي تُرسل من أشقائنا العرب أو من خلال الإتحاد الأوروبي وغيرهم من البلاد الإسلامية ولكننا لا نرى سوى حفنة من مجرمين يجعلوها آداة عبودية لتَتَّبعهم الأجساد الميتة..
فلا نرى أيَّ تَغيير.!!
أَصْبَحْنا إتّكاليين عَلى غيرنا!!
فأشقاءُنا العَرَب عَلَيهمُ المَلامة أيضاً!!!
مَلامَة حُبٍّ وأُخُوَّة!!
فَأَمْوالُكم كَيفَ تُرسِلوها ولِمَن تُرسِلوها ولِما تُرسِلونَها!!!
فَمَثلُكم كَمَثَلِ الأَبِ الصّالح الذي يُعْطي إبنه الفاسِد فيَزيد في إفسادِه!!
فحُبُّكَ لوَلَدِك يُحَتِّم عَلَيكَ أَن تُوقِفَ إرسالَ ما سَيُدَمِّرُه من أموال.. لأنه ببساطة أَحْمَق ومُغَفَّل َ
فعليكَ أن تراجع نَفسَك و تُنفِقَ عَلَيهِ بالقَدْر الذي لا يَضُرُّه و يُعيدُه إنسان، وأن تَجْعَل من تلك الأموالِ ،سَبباً لبناءِه وعَودَتِه صَالحاً لنَفسِه وشَعبِه!!
فَلا النَّفطُ سَيدوم لَنا، وَلا مُقَدّرات الطّبيعة سَتَبْقى كما هي!!
فَلَم يَعُد هُناك وَقتٌ لأن نَلْحَقَ رَكْب الأُمَم فَكُلُّ فِلسٍ عَلَينا أن نَعي أَيْنَ نَضَعه ولِمَن وكَيفَ نُعْطيه.