بين يدي هذا المقال ثلاث مقدمات ثم نتيجة
أولاً : الحاجة إلى السوق والتسوق أمر أزلي قديم بقدم وجود الإنسان ويستمر ببقائه مهما كان نوع الحياة ونمط المعيشة وحتى الجنة وهي دار النعيم المقيم لم تخل من وجود سوق زيادة في الإنعام والعطاء..
والتسوق ليس للحاجة فقط بل هو محبب للنفس وفطرة في أغلب الناس والناس يغشون الأسواق لحاجة ولغير حاجة أقدام وسُوق يسوقها الله ويرزق بعض خلقه من بعض.
وبالسوق النشط ينمو الاقتصاد ويزدهر ويكثر الخير وتعظم الفائدة للناس حوله كافة.
ثانياً - حب الوطن الخاص ومحاولة تطوير الموطن الذي ينتمي إليه الإنسان حق وفطرة ولا تثريب فيه.
وكما قيل :
وحبب أوطان الرجال إليهم مآرب قضاها الشباب هنالك
ثالثاً : قد أيغلت رابغ في الحضارة على مر التاريخ والعصور ومنذ قرون زمنية بعيدة وهي أمٌ للقرى والهجر حولها ومركزاً اقتصادياً مهما تغشاه القوافل من كل مكان وتأتيه البضائع والحاجات من البر والبحر.
فترسو في مينائه السفن وتخرج منها البضائع المستوردة من اليمن والسودان وشرق آسيا وغيرها وتصدر إلى أماكن وقرى بعيدة وتصل كذلك إلى المدينة
وتأتيه البضائع من القرى والهجر حوله من حدود حرب شرقاً بل وما وراءها من ديار مطير وسليم
مع ما يتوفر فيه من ثروة سمكية وتمور كثيرة وإنتاج زراعي من مزارعه البعليه ومنه ما يباع بها ومنه ما يشتريه تجار التخريج ويصدرونه بالقوافل إلى جدة وغيرها
وتجتمع في رابغ منذ القدم قوافل المسافرين ويلتقي فيه ركب الحجيج بحكم الميقات ووفرة المياه ويقوم فيه سوق عظيم وكما قيل في كتب الرحالة (ثم وصلنا إلى رابغ ذات العيش السابغ وقام بها سوق عظيم....)
ولعل مما يشهد على عظم التجارة ونشاط السوق التجاري وازدهار الاقتصاد برابغ وجود عوائل من الحضر وبيوت تجار من غير أهلها استوطنوا رابغاً من قديم الزمن ولم يقدموا لهذه البلدية إلا بسبب النشاط التجاري الذي كان بها..
وبعد هذه المقدمات الثلاث فإنني أقترح وأرجو أن يقبل اقتراحي أن يكون بمدينة رابغ سوق عام ومزاد معلن في يوم محدد من أيام الأسبوع المناسبة كالخميس مثلاً ويتم الإعلان عنه وتتاح الفرص لجميع الأنشطة المباحة
كما كان هذا حال المدينة المباركة من قديم الزمن إلى عهد قريب..
فإن بقيام السوق النشط تتحقق منافع ومصالح كثيرة ومتنوعة منها النشاط الاقتصادي للأفراد وأيضاً لمشاريع الجهات الحكومية المعنية بالأنشطة التشغيلية
ومنها الائتلاف الاجتماعي والتعارف الإيجابي
زمنها التوسع المعرفي والثقافي
وكذلك يفتح سوق العمل التجاري وتستجلب رؤوس الأموال من خارج المدينة وتكثر فرص الاستفادة لكل من شهد وحضر أو أرسل مسوقاً أو متسوقاً فرب زاهد في بضاعة وغيره راغب يبحث عنها والضد بالضد فتلتقي المصالح وينتج من ذلك منافع تعم البلاد والعباد في ذلك المكان.
وختاماً
أسأل الله التوفيق والسداد لنا جميعاً
التعليقات 1
1 ping
رفعت ممدوح
19/06/2021 في 11:31 م[3] رابط التعليق
في هذا الزمان قل الرجال الذين يفكرون ويوجهون ابناء وطنهم ويحثونهم على العمل الجاد الذي من شأنه رفعت الوطن والمواطنين
زادكم الله حرصًا على أوطانكم وأبناءكم