الحياة تمضي ولا تتوقف، والقلب يحمل ويتحمّل كل ما يصادفه، والعين تنظر وتذرف ما تكنه، والماضي يبقى بسلة الذكرى، وإن حاولنا تجاهله.. فسبحان الله أن لكل شخص في حياته محطات للنجاح، ومحطات للفشل، ولكن ليست العبرة في الفشل، إنما العبرة الحقيقية هي في الإصرار على تخطي الفشل، ليكون شيئًا من الماضي، وألا يكون الفشل مسيطرًا على الشخص مهما كان الفشل قاسيًا، والشخص المثابر، هو من يأخذ من فشله عبرة ودرسًا للنهوض من جديد وعدم الخضوع للفشل، وكلنا نعيش في الحياة متمسكين بالأمل الذي يُحقِّق لنا السعادة التي نطمح إليها لنعيش في حرية وكرامة، تجعل قلوبنا تنبض بطعم الحياة والوجود، نتعلم أن لا نستسلم للهزيمة بسبب فقدان الأمل، بل نمضي إلى الأمام ونواجه كل الصعاب التي قد تعترض طريقنا لندخل في سباق الحياة ونحقق الهدف المنشود بعزيمتنا، ولا نجعل لليأس طريقًا لنا بإذن الله، نعم يجب على من تعرَّض لشيء من الفشل ألا يضعف ولا يستسلم، بل لابد أن يصمد وينظر إلى من كانوا قبله الذين تحدّوا الفشل، وحولوا فشلهم إلى قمة النجاح، إذًا الإنسان لا يضعف أمام الفشل، لكن عليه أن يعرف أن الحياة لا تنتهي أمام أول باب يُغلق، بل عليه المثابرة والصبر والاجتهاد، لأن باب الأمل مفتوح، خاصة إذا توكل الإنسان على الله، وتحلى بالصبر، فكلنا ندرك أن الأحوال تتغير بين ليلة وضحاها، فعلينا جميعًا أن نؤمن بقدر الله خيره وشره، فأقول في هذا المقال: حتى لا تضيق الحياة في وجوهنا، ونعيش بنكد وغم وهم قد ينقلب علينا فنعيش بتعاسة، علينا أن نشعل شموع الأمل في دواخلنا، ونبني طموحات في اتجاهات حياتنا التي نختارها للأفضل وبكل عقلانية، علينا أن لا نيأس وأن لا نجعل لليأس مكانًا في حياتنا أو قلوبنا، علينا أن نفهم معنى الحياة، وأنها لا تخلو من المطبات وممكن أن نمر بصدمات في أي لحظة قد تهز كياننا، فهنا ننتهز الفرصة بأن لا نفقد الثقة بأنفسنا، وأن لا نجعل في عقولنا مخاوف كبيرة، وأن لا نزرع في أنفسنا أفكارًا سلبية حتى لا نحبط من معنوياتنا بل أن نستشعر روعة الحياة وأن نبني من التفاؤل أملاً يجعلنا نتمسك بالحياة، حتى لا نفقدها، فلتكن ثقتنا بالله، ولنحسن الظن به وأن مع العسر يسرا، وأن لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس. وأخيرًا عش حياتك بسعادة ونشاط و لا تذرف الدموع على ما مضى، فالذين يذرفون الدموع على حظهم العاثر لا تضحك لهم الدنيا، والذين يضحكون على متاعب غيرهم، لا ترحمهم الأيام. فلا تبكي على اللبن المسكوب، بل ابذل جهدًا إضافيًّا حتى تعوض اللبن الذي ضاع منك، وتذكّر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان»
*همسة*
لا تشتكي من الايام فليس لها بديل ولا تحزن على الدنيا مادام اخرها الرحيل واجعل ثقتك بالله ليس لها مثيل وعشها فى شكره تجد كل ما فيها جميل.
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
د. عاطف منشي
20/11/2020 في 1:14 م[3] رابط التعليق
كلام كله درر وفوائد، نفع الله به وبارك في كاتبه وقارئه.
إذا أرهقتك هموم الحياة
ومسك منها عظيم الضرر
وذقت الأمرين حتى بكيت
وضج فؤادك حتى انفجر
وسُدت بوجهك كل الدروب
وأوشكت تسقط بين الحفر
فيمم إلى الله في لهفة
وبث الشكاة لرب البشر
عمر اللهيبي
20/11/2020 في 4:23 م[3] رابط التعليق
كلمات تشفي القلب المنهزم.
صدقا لا يأس مع الحياة
هي الدنيا هكذا يوم لك و يوم عليك ، و من أجل نعلا و نعلا و نعلا لازم نطاطي و نطاطي .
الفشل لابد يطرق باب المثابرين هو محطة استراحة و محطة تأمل و مراجعة و تأكيد.
و يظل الشاطر من لا ينتظر طويلا امام الباب الذي أُغلق يندب حظه ، ولا يعلم أنه خير …
سلمت
ابو احمد
20/11/2020 في 9:23 م[3] رابط التعليق
الاستاذ/عبدالرحمن لقد أبدعت في موضوعك ولكل جرح بلسم وانت بلسمك غطى أجراح واجراح… فلكَ مني كل التقدير والإحترام لقلمك المنوع
أبو مازن
20/11/2020 في 9:27 م[3] رابط التعليق
ياكاتبنا الرائع نعم اليأس مدمر والفشل بإذن الله بعده نجاح متمنياً لك دوام التوفيق وإلى الأمام.
عبدالرحمن منشي
20/11/2020 في 9:31 م[3] رابط التعليق
أشكر الجميع على مرورهم الجميل وبإذن الله أكون عند حسن ظن الجميع رسالة وأتمني ان تترجم باالأثر الإيجابي.