وددت أن أتحدث عن سقوط البعض في مستنقعات وسائل التواصل حيث البحث عن الشهرة والظهور حتى وصل بهم الحال للإسفاف في الطرح،،
هناك بعضاً ممن يشار لهم بالبنان سواء نتفق مع رؤاهم او نختلف وأي كانت المادة المقدمة لديهم فالمعروف انهم يحظون بشيء من التقدير عند الجماهير لما يُقدم للرأي العام ، والمهم انه كان يُلمس منهم الكفاءة حيث التقديم اللطيف والخبرة واللباقة والمفردات في مايقدم وكلن وحسب توجهه ومهنته فهذا ماكان يعرف عن بعضهم حسب ظهورهم الإعلامي القليل ،،
الأكاديمي والكاتب والطبيب والمحامي والصحفي والسياسي والمسؤول والخ عندما كان التقديم للمواد يُشاهد كبحث مقروء او استضافة في برنامج مُعد اعداد جيد او تقرير او خبر ، وما ان جاء الإعلام الجديد أو مايسمى بوسائل التواصل الإجتماعي الا والكل يمتلك منصة شخصية خاصة به، فهو المقدم وهو الرقيب واصبح التقديم مباشر للجماهير اما بتغريدة على تويتر او منشور في الفيسبك او مقطع في قناته باليوتيوب او سناب وهلمجرا من البرامج الكثيرة حتى تفاجئ المتابع بتغير الأسلوب ولم يتعود منهم على عشوائية النشر سواء كتابة او بث مباشر! ففاحت روائح الكثيرين وسقطت اقنعة عدداً ليس بالهين منهم وكُشفت نسبة المخزون الثقافي لديهم وعُرفت مداركهم ، إذ تعوّد المتابع على رؤيتهم في المنصات الرسمية في القنوات او الصحف في ظهور لائق حيث المادة الذي يُرتب لها، ويُستشار بها ويُغربل حوارها أو يمنتج تسجيلها فيأتي اما على شكل لقاء او تقرير مُعَد له جيداً ويؤشر على نقاط البحث والحوار حيث الفائدة للمُتابع ،
ولكن بعد أن أصبح الظهور متاحاً للجميع وبلا رقيب فاختلف الوضع واهتز ميزان المهنية بعاصفة الشهرة، فاصبح الذي كنا نراه قبل سنين بأبهى صور الوقار! يقدح الآن من رأسه كما يقال ويخاطب جمهوره بعشوائية وزيف ويطالبهم بالاقتناع في طرحه الذي يقدمه كمادة حية للجماهير من جهاز الموبايل وبأي وضع كان تحت تأثير ظروف ومزاجيات مختلفة وأفكار متناقضة سريعة ، والجماهير تتابع وترصِد مابدر منه،
فمنهم من تتغير لهجته وفكرته خلال أسبوع وآخرين حسب ظروف متغيرة فيتغير معها كالحرباء التي تتلون حسب ألوان البيئة و"مسكين" من وقع بأيدي تلك الجماهير ! سيصبح بذاته مادة للسخرية في هاشتاق تنشر على حبله كل اواعي الضحية إذا شاء الله أن يُسقطه بين أيدي المتابعين ،
كان هناك أكاديمي معروف وشيخ جليل وبروفسور في علم النفس وسياسي محنك وإعلامي مخضرم وسياسي مرموق وكاتب قدير ومذيع لبق وفنان مشهور، جميع هؤلاء كان يُنظر لهم بنظرة التقدير قبل نزولهم الى الدرك الأسفل من وسائل التواصل ومخاطبة الجماهير مباشرة بحوارات غير مسؤولة تأسف على حالهم بها ، قد قرأت لبعضهم تغريدات وما ظننت انها تعود لهم فتمنيت اني لم اقرأ لهم وشاهدت بث مباشر لبعضهم وعجبت من امرِهم وتسائلت هل هم هؤلاء الذين كنا نسمع بهم قبل نزولهم معترك وسائل التواصل ؟
فبعضهم من اصبح يقدم نفسه للجمهور عبر البث المباشر على انه ساخر وهو بالحقيقة سخرية، وبعضهم قدم نفسه وكأنه محامِ شرعي عن شخصية ما ونسي مركزه انه مجرد صحفي يجب ان يؤدي رسالته كصحفي بكل حياد ولايسمح لنفسه ب "الدنبكة" التي ذهبت بريحه وأفشلته! ومنهم ظهر كمؤرخ يحاول التملق لمن يظن أنه قد يجيزه في سرده الكاذب بتغيير مواقع جغرافية وأماكن شهد لها الشرع قبل تأريخ الإنسان!
فنصيحتي لكل من لم ينخرط الى الان في وسائل التواصل أو لازال متماسكاً فأنصحه أن يقبض جمرته بيده وان يعد لآخرته الإعلامية ويحسن خاتمته في مهنته العملية قبل ان يُمتحن على وجه الشاشة الصغيرة فهناك مشاهد لايرحمك وقارئ لا يعفيك من تناقضاتك اليومية على تويتر وعلى وسائل الإعلام الأخرى وسيسجل التاريخ مالك وما عليك فاربأ بنفسك ولا تهنها لأجل مصلحة عابرة او لدعاية ساذجة أو تملق لمتغيرات سياسية لا آمان لها واحترم متابعيك وتذكر أن هناك رب لاتخفى عليه خافية .