في لحظةٍ ما، ربما حين انشغالنا بأعمالِنا المعتادة، قد يقف العقل عند لحظةٍ لا تأفل نجومه عن المغيب، فتضيء لنا الحياة ذكريات جميلة؛ لأن طبيعة العقل البشري يحب التوقف عند اللحظات التي افتقدها رغم جماليتها وخلودها في أعماقنا!
ولأن الزمن لا يعود، ولأن هناك لحظات جميلة في حياة الإنسان لا يستطيع أن يعيشها مرة أخرى ، ولأن العمر مرة واحدة فقط، فلا أحد يستطيع أن يعيد الزمن إلى الوراء ويعيد الأحداث والأشخاص والذكريات ، فلا بد أن نترك ذكريات جميلة لا تُنسى..
مهما حاولنا النسيان، إلا أنّها تبقى محفورةً داخلنا، تذهب بنا لعالم جميل نتذكر فيه أجمل اللحظات، حتى وإن كانت مؤلمة يبقى لها رونق خاص بالقلب، فقد تجمعنا الدنيا بأشخاص أو قد نمر بأماكن لم نعتبرها في بداية الأمر مهمة، ولكن عند الإبتعاد نشعر بقيمتها، ومدى تأثيرها، فنعيش بذكريات، وأمل أن تعود من جديد.
فأجمل ما في الأماكن الذكريات..
وعندما أعود بأفكاري لزماننا، وأفتش بين ثنايا الضحكات عن سعادتنا، وتأخذني الأحاسيس إلى أحلامنا، وأرى الثواني تمضي من أمامنا، ولا تزال نفس المشاعر فينا، ودفاترنا لا زالت مملوءة برسم طفولتنا، ومقاعدنا لا زالت تحوي دفء حكاياتنا الجميلة مع من نحب من أهل وأصدقاء وأقارب.
هي الزاد الذي نتزود به عندما تعصف بنا الحياة ببعدهم عنا، وهي ذلك النور الذي في آخر النفق، هي كأشعة الشمس تشعرنا بالدفء على الرغم من البعد..
تمر السنين والأعوام ويمضي بنا الزمان، لتدق أجراس الوداع فنمضي تاركين خلفنا لحظات جميلة، لتبقى ذكرى تُكتب على سطور النسيان.
"في النهاية كل ما لدينا هو الذكريات"