أسأل نفسي وخواطر تداهمني دائماً كيف أبناء يولدون من أم وأب، ويعيشون في بيت وسقف واحد ويأكلون من طعام واحد، يلعبون ويتشاجرون ويكبرون ومن ثم يتزوجون وبعدها فجئةً يتباعدون؟!
فمالذي حدث ياترى! وماسبب هذا التباعد والجفاء؟
ويستمر التباعد إلى أبعد من ذلك ليصل إلى الكره والتباغض؟ إلآ من رحم ربي وليس كل الأسر، فمن حقنا أن نتسائل عن السبب الحقيقي أ هو وليد الساعة أم له أسباب متجذرة ومترسبة من الماضي؟ ففي مقال هذا اقول الأخوة من أقوى العلاقات وأقربها لكنها تتوتر وتتنافر في بعض الحالات ويصبح بين الإخوة حواجز فولاذية فينقطع الاتصال، ويتراكم الجليد فتبرد المشاعر الحارة بينهم، وتختفي معاني الأخوة والتصافي بينهم لماذا؟ نعم الأخوة، فهي من أرق العلاقات وأقواها وأقدرها على البقاء ومواجهة المصاعب يداً بيد , يمضي الأخ بأخته إلى جلسة أخوية من التفاهم والوداد والتراحم يداً بيد تمضي الأخت بأخيها إلى جمعة أخوية من التآلف والتآخي والتناصح علاقة ولا أسمى , وجديرة بنا أن نحرص على توثيقها في زمن أصبحت العلاقات فيه مهزوزة، متصدعة،حتى اصابها الخدش وتكسرت كل زاوية فيها،ولكن بجانب آخر تجد اليوم ولله الحمد أولادنا أخواتنا شجرة من الحب والإخاء مليئةً بالوفاء،بجلوس بعضهم مع بعض ومشاركة هموهم فيما بعضهم والسؤال عند غياب بعضهم أو تخلف أحدٌ منهم أخواني والله الإبتسامة تصنع الأعاجيب، أشعلوها في بيوتكم ترون العجب العجاب وكم والله
يُعجبني ذاك الأخ يرقبُ إخوانه يتلمس حاجاتهم يكون قريباً منهم ينتقي أجمل العبارت الصادقة من قلبه المحب لهم، وتلك الأخت الكبيرة التي تحرص في جمع اخوانها وأخواتها مع بعض وايضا بان تجمع أبناء وبنات الاخوان والاخوات في اوقات مختلفة فنقول هذه كلها رسالة هادفه للأجيال القادمة، ولكن هناك وقفة وهي من قوة الأخوة الصبر على أخطائهم مع تقويمها برفق وروية خير وأبقى من القطيعة و إن التشاكِ بينهم يفسد كل العلاقة وإن كان بعض الاخوان دائما مبتعد في المناسبات الأسرية، فلا دأعي بالتربص والترقب والتعقب بقيل وقال وما اعطوني وجه ومن هذا القبيل كل هذا يهدم ولايصلح، بل هو من قبيل الفوضى الذاتية التي تهدم كل مسببات النجاح المأمول في تكاتف الاسرة الواحدة
لذلك لابد أن نسعى وأن نتكاتف، ويداً بيد لنصل إلى بر الأمان الأخوي فرغم أن الأخوة في الأسرة يعيشون متفاوتين في السنّ والجنس ذكوراً وإناثاً، وفي المستوى الثقافي والفكري، وفي الحالات النفسية والصحية والميول والمؤهلات العلمية
إلا أن العيش في الأسرة يتطلب منهم جميعاً أن يكونوا متفقين وبكل إنسجام. وأخيراً يبقى أن نقول إن الاختلاف في الطباع الشخصية للأشقاء أمر قد يثري شخصياتهم وليس العكس، لأن الأشقاء هم المثل الأعلى لبعضهم البعض، هم المتحابون على بعضهم البعض، هم صوت الضمير لدى بعضهم البعض، هم من يحمي أحدهم الآخر، هم شركاء في اللعب، هم من يتبادلون النصائح ،هم مصدر سعادة الحياة الأسرية، كل تلك الأمور مهمة جداً خصوصاً أن الأشقاء هم العنصر الثابت في حياة بعضهم البعض،إذ إن الأصحاب في المجتمع يتغيرون بينما يبقى الأشقاء أشقاء مدى الحياة بإذن الله .
*همسة*
تذكرت حينما قالت أم كان لي أربع أبناء ينامون معي في غرفة واحدة واليوم لهم اربع بيوت وليس لي عندهم غرفة واحدة يَا إلهي أشد من هذا الألم لم أسمع به، اين النخوة يإخوة يامن ربتكم ثم تفرقتم بعد ماجمعتكم تحت سقف واحد.
التعليقات 3
3 pings
د. عاطف منشي
15/01/2021 في 4:00 ص[3] رابط التعليق
أخي وأختي رائحة أمي وأبي وهما أعظم كنز في هذه الدنيا، وقلّ من يقدّر ذلك في زماننا إلا من رحم ربي.
التباعد والتجافي داء خطير وبالذات إذا دبَّ بين الإخوة فقد يهدم العائلة التي كم تعب الوالدان في تكوينها وبنائها لبنة لبنة من الكدِّ والفقر وضيق العيش ومتاعب ذاك الزمان…
لا بد من وقفة محاسبة مع النفس ولومها وكبح جماحها وقطع الطريق على الشيطان وأعوانه وترك الشكوك والظنون ودفعها بالمحبة والصفح والإحسان والتراحم ، وإلا فالعاقبة وخيمة وقد لا يُحمد عقباها.. ووقتها يموت الأخ او الأخت فيبكي أحدهما ويندم على التفريط ولا ينفع وقتها الندم.
الأخ والأخت لا يُعوضون.
مهما كان العمر الأخ الكبير هو الأب الثاني لأخته. وما المرء إلّا بإخوانه كما يقبض الكف بالمعصم، ولا خير في الكف مقطوعة ولا خير في الساعد الأجذم.
ماهر الحضرمي
15/01/2021 في 6:33 ص[3] رابط التعليق
الموضوع هذا له عدة جوانب واسباب من اهمها
* طريقة تربية الابناء والاسلوب الصحيح للربط بينهم وهم في كنف الوالدين
* زرع المحبة يكون بدايته من الوالدين في المنزل
* عدم التفرقة بين الابناء في الصغر
* المحصول العلمي وطرق التفكير قي الكبر
ولكن يجب ان نفرق بين الترابط الاسري الجميل وبين الاجتماع فقط ..فبعض الاسر يجتمعون ولكن عند الشدائد والمحن يفكر الاخ في صديقة ليلجآ اليه قبل اخوته لذالك اللقاءات المتكررة لا تعني الترابط ولكن الترابط له معاني وصفات اخري لا تجدها الا نادرة بين الإخوان…حقيقي بعض الاسر ماشاء الله تجد الاخوان اصدقاء حتي في طرق المزح والشجار ..
أبو مازن
17/01/2021 في 4:35 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله تبارك الله موضوع وإختياره جميل ومناسب نعم لا احد يستغني عن اخوانه واخواته فهم الرموز الباقية وأتمنى من كاتبنا الرائع ان يكون له مقال بخصوص تدخل بعض الزوجات وتشعل المشاكل بين الأخوة جميعاً فهذا موجود في مجتمعنا مع الأسف ولو انه قليل ولكن تأثيره قد يكون فتاك.. وفق الله