كمن يحاول أن يبدأ بكتابة نص غير إعتيادي لكنّه يقع في شبح الإعتيادية المقيت،يرغب بإختيار فكرة مختلفة لكنّ مايجول في عقله باهت ومكرر لا يحمل أي معنى أو شغف يستحق المحاولة،يفكر في تشبيه مناسب يلقي فيه جُلّ أتعابه ويتخفى خلفه ، تشبيه يجعل الأشياء المستحيلة تلتقي عند نقطة محددة بمعنى أنهما يختلفان كُليًا في الشكل والكينونة لكنهما يلتقيان في نقطة الشعور،الأحاسيس وطريقة وقعهما على القلب .
توصد الحياة أبوابها في وجهك ثم تلقي بك في بئر أشبه ببئر يوسف وما يزيد من جشع الألم انه لم يخنك إخوتك بل أنت من خنت ذاتك بذنوبك وأخطائك ،حتى أودت بك مُنكبًا على وجهك بداخله،والبئر بدوره يستقبلك بوحشته وظلامه فيكبلك لتبقى وحيدًا وأسيرًا ترتشف الألم وتتخبط حول ذاتك قاضمًا أصابعك واحدًا تلو الآخر من شدة الندم ،بئرك الذي سقطت فيه يقبع بداخلك لذا لايوجد من يتساءل عن وقوعك فيه حتى تُلطِخ ثيابك بالدماء وتلقي بالتهمة على الذئب ،تمكث فيه ماقُدِّر لك وربما بعدها تتساءل إن أنقذك بعض السيّارة كيف لك أن تمحو جشأة الحزن الذي إرتشفته في ذلك البئر؟
كيف تستطيع أن تسامح نفسك التي اقترفت في حقك كل هذا ؟
كيف لك أن تقف أمامها صافحًا بعدما نكرتها في ذلك البئر وأدنتها بتهمة إلقائك؟
-تشرين -
Tw:@_illu5