الرادار كما يعلم الجميع من وسائل التقنية الحديثة والتي تستخدم في مجالات عديدة مثل مراقبة المجال الجوي والبحري للدول ، ويستخدم كذلك في المسح الجيولوجي لباطن الأرض ، كما يستخدم في نظام ساهر وكاميرات المراقبة المرورية لتسجيل أي مخالفة يرتكبها قائد المركبة وهذا سيكون محور حديثي .
عندما نسير في طريق مراقب بالرادار نحرص أشد الحرص على عدم ارتكاب أي مخالفات ، لأننا متيقنون تماماً أننا سنحاسب ، وأننا مراقبون ولن تمر المخالفات مرور الكرام ، بل سنضطر إلى دفع مبالغ مالية للتخلص من هذه المخالفات ، ولذلك لا غرابة عندما نجد قائد المركبة يحرص كل الحرص على التقيد بالنظام وعدم ارتكاب المخالفات .
المؤسف حقا هو حرصنا على عدم ارتكاب أي مخالفات مرورية ونظل في ترقب وحذر منذ انطلاقنا حتى وصولنا إلى الوجهة التي نريد ، بالرغم من أن المخالفات المرورية تظل مخالفات دنيوية نستطيع التخلص منها بمجرد سداد قيمة المخالفة .
ما أريد الوصول إليه :
أين الحرص عندما يتعلق الأمر بالآخرة ؟! عندما خلقنا الله عز وجل ألم يكن لهدف ؟ حتماً وجودنا في هذه المستديرة لهدف وهو تحقيق عبودية الله في الأرض ، ولذلك كل إنسان ذكراً كان أو أنثى محاسب على كل صغيرة وكبيرة ، ملكان عن يمينك وشمالك يسجلان كل ماتفعله جوارحك أو ينطق به لسانك ، ستجد كل شيء في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، قال تعالى (( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ))﴿الكهف ٤٩﴾
الحرص على أمور الدنيا وتمسكنا بالأنظمة وتطبيقها أمر محمود وظاهرة تدل على التطور والرقي ، ولكن حرصنا على أمور الآخرة هو الأهم وهو المطلب وهو الأساس من وجودنا في هذه الدنيا ، قبل أن تنطق بكل كلمة أو تفكر بارتكاب أي فعل حاسب نفسك وتذكر أنك ستحاسب ، يجب أن تفعل الرادار الشخصي في الدنيا ، ولا تنس أن لديك كتاب لا تعلم يوم القيامة تأخذه بيمينك أو بشمالك ، فأعد لتلك اللحظة من الآن وتزود من هذه الدنيا بالزاد الحسن واحرص أشد الحرص على مراقبة الله عزوجل قبل حرصك على مراقبة الرادار وكاميرات ساهر .
الكاتب : صالح حسن الخبراني
مدير قسم المقالات بصحيفة خبر عاجل
تويتر : shk1402
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
مثقف
13/02/2021 في 1:55 م[3] رابط التعليق
مقال جميل وهادف
مجرد مغرد
13/02/2021 في 1:56 م[3] رابط التعليق
كعادتك أستاذ صالح مبدع في مقالاتك
ابو حسين
13/02/2021 في 1:59 م[3] رابط التعليق
للأسف نهتم بالدنيا وتتجاهل الآخرة نسأل الله السلامة
ابو الوليد
13/02/2021 في 2:29 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله ربط جميل من كاتب مبدع
علي حفيص
13/02/2021 في 6:24 م[3] رابط التعليق
لقد أصبت وابدعت موفق ياغالي…
عبدالرحمن منشي
13/02/2021 في 2:37 م[3] رابط التعليق
اخي الكاتب صالح مقال يحاكي المجتمع اجمع بكل طوائفه وجزيت خيراً.. فااقول نعم الدنيا للجميع والآخرة للمطيع، ونفع الله بك وبقلمك وماعدمناك.
عبدالرحمن خبرداني
13/02/2021 في 6:32 م[3] رابط التعليق
الله يزيدك من فضله
عبدالكريم
14/02/2021 في 3:47 ص[3] رابط التعليق
زادك الله من فضله وفتح عليك فتوح العارفين..
أتأمل هذا الربط العصري العجيب!