قضية التعنت الإداري قضية شائكة ومنتشرة في أغلب القطاعات الحكومية والخاصة إذا لم تكن الكل..
فالمدير يتمتع بنوع من السلطة ( وهذه السلطة لها مقاسات محددة وضحها النظام ) فهي تمنح شاغلها صلاحيات يتمكن من خلالها من القيام بالأعمال المناطة به ، ويتطلب منه ألا يستغلها لأغراض شخصية!!
بل أن يوظفها فيما يحقق أهداف الوظيفة التي يشغلها.
وفي كثير من الأحيان هذه السلطة يعاني منها كثير من الموظفين على إختلاف درجاتهم الوظيفية ، والطامة الكبرى أن يكون المسؤول جاهل ولا يملك الخبرة الكافية في الأنظمة الإدارية والقرارات في المجال الذي عُين فيه ولا حتى يملك كيفية التعامل بينه وبين موظفية .
وممكن ترجع لأمور نفسية بحتة ويصفونها مجازاً بالعُقد..!!
أو أنه لايعلم تبعات قراراته ومواقفه ، ولعل الأسباب متعددة..
ولكي يكون قيادي ناجح عليه تدريب نفسة على الإستماع إلى وجهات النظر المختلفة وخصوصاً إلى من لهم الخبرة في مجالهم ، والأخذ بآرائهم وذلك تفعيل لمبدأ الشورى ، والذي هو من الأساسيات الأولية للإدارة الناجحة ، فالأختلاف هو تنوع وإثراء ولكن الخلاف هو شر وشقاق .
وأن يكون صبوراً على الأفكار المقترحة ولا يسبقها قرار يخالفها .
وأن يستفسر عن الأمور التي لايعلمها وليس في ذلك عيباً ولا يُنتقص منه .
بل هو تعبير عن واقعية وتواضع ، فالإنسان يظل يتعلم مهما بلغت منزلته أو عمره .
وهناك مسألة مهمة جداً هي المرونة في تغيير وتعديل القرارات حسب الجديد فالرجوع إلى الصواب هو الخير.
ولست أرى في التعنت الإداري أي مسوغ إلا ضيق الأفق ، وعقل متحجر ولن أكون أبعدت حين وصفت التعنت الإداري بهوى النفس..!!