أسأل نفسي أحياناً هل انقلبت الدنيا، وأختلطت المفاهيم، وتغيَّرت المقاييس؟! سبحان الله أكاد أُذهل!! لقد علا من كان في الأسفلِ، واحتلَّ الوضيع مكان الرفيع،وأُقصي الوفيُّ وأدني الخائن، وخُوِّن الأمين ،،يُقدَّمُ وغدٌ لا مروءةَ عندَهُ بتأخير حُرٍّ فاز بالعلم والأدب،، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ»ومن اختلاط المفاهيم نكران الجميل، أناس انتُزعت مروءاتهم، وذبلت مبادئهم ، وساءت أخلاقهم، لم تُجد فيهم حكمةً، أو بسمة، أو طيب معاملة ماذا نسميهم؟ ولكن هناك شيء مهم لصانع المعروف ألا يندم على ما قدمه، وكما قيل، "افعل المعروف مع أهله ومع غير أهله، فإن لم يكن من أهله تكن أنت من أهله وايضاً الإحسان الذي يفترض أن يقابل بمثله (هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان)، كما أنه ليس من القيم أن يكون جزاء المعروف والجميل النكران والجحود، لأن هذا هو اللؤم الذي يتنافى مع طبائع النفوس السوية، إذاً إن نكران الجميل عقوق وتمزيق لقيم المجتمع وثوابته، وكثيرة هي النماذج التي نسمع عنها ونراها في مجتمعنا اليوم ،منها:عقوق الوالدين، ونكران الجميل للزوجة ومنها أيضاً قد تكون خدمة إعلامية تقدمها لأي إدارة او تقوم بتغطيتها ولا يصلك منهم حتى شكر وتفاجئ بمسألة؟ولاننسى إنّ أهم وظيفة بالنسبة لموظّف العلاقات العامة، هو أن يعمل على تحسين صورة المؤسّسة التي يعمل فيها، وإظهارها وتقويتها امام المجتمع وليس بتضعيفها بالاسلوب السلبي وإنكار وجحود كل من يساهم معه في إنجاح مؤسسته إعلامياً ،لأن الاهتمام بالسّياسة الإعلامية في الشّركة وتنظيمها هي من سبل النجاح. سبحانك ربي أمثلة مليئة بمجتمعنا.وأخيراً في مقالي هذا أقول المطلوب من الجميع اليوم في مقابل هذا الواقع الذي نعيش فيه أن يتعاملوا معه بإيجابية وفاعلية؛ بأن يبادروا إلى فعل الخير وبذل المعروف، مع التيقظ والتفطن لمن يحاول خداعهم والاحتيال عليهم، مع تنبيه الناس على أن الخير موجود ومحبي الخير أكثر، وأن الصادقين كثر كذلك، والتأكيد على ذلك بنشر نماذج حقيقية تدلل عليه في مقابل ما يتداول من النماذج السيئة.
فإن قُدَّرَ وخُدِعَ المرء، فليست هذه نهاية الدنيا، وأُذكر هنا بأن المحسنُ ليس نادمًا على حسناته، ولا على بذله وتعاطفه، ولكنه متفاجئ من معاملة الغير، وبعض شرائح المجتمع التي لا تحفظ للود ولا تصون ولا توقر للمعروف شي. وتتعمد التجاهل والإقصاء والشكاوي، حتى ينتهي بصاحبها المتضرر إلى حالة يرثى لها
وبذلك الفعل توحشُ الحياةُ بمثل تلك الخصال، وتتكدر من جراء بعض الشرائح البشرية ، والتي يختل بسببها النسيج الاجتماعي، فتقل الكرامة والنخوة، وتتراجع القيم.وأخيراً من إستنتاج الحياة وبعون من الله معظم البشر يستطيعون بذل مزيد من الجهد عندما يجدون التشجيع ،ولكن يتوقفون عن العمل عندما لا يجدون التقدير الكافي، لكل شخص يستمر بالكفاح مهما كسرت الأيام مجاديفه، لكل شخص إيجابي يقاوم الحياة لأجل مُستقبله وأمنياته ومُبتغاه أقول له أنت مكافح عظيم.
*همسة*
تواضع تكن كالبدر لاح لناظره على طبقات الأرض وهو رفيع
ولا تكن كالدخان يعلو تكبراً على طبقات الجو وهو وضيع
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
أبو مازن
03/03/2021 في 9:48 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ماشاء الله تبارك الله على كاتبنا كل مقال ابداع في إبداع مقال واقعي ومضمونه مايعانيه بعض الناس اصحاب النفوس الضعيفة الحاسدة التي لاتتمنى النجاح لها ولا لإدارتها قد تكون أنانية وقد،،،، فجئت على الجرح وواقع مر يعيشه ناكري الجميل بدون إحساس فقط اناب غيرهم المساس.
د. عاطف منشي
03/03/2021 في 10:19 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيراً أخي فيما ذكرت وللأسف هذا واقعنا المُر، وإنني لم أجد بما أعبر به إلا بهذه الأبيات – المنقولة – والتي تلامس الواقع:
خنافسُ الأرض تجـري في أعِنَّتِها
وسـابحُ الخيل مربوطٌ إلى الوتـدِ
وأتفهُ الناس يقضي في مصالحهمْ
حكمَ الرويبضـةِ المذكورِ في السنَدِ
فكم شجاعٍ أضـاع الناسُ هيبتَهُ
وكمْ جبانٍ مُهـابٍ هيبـةَ الأسَدِ
وكم فصيحٍ أمات الجهلُ حُجَّتَهُ
وكم صفيقٍ لهُ الأسـماعُ في رَغَدِ
وكم كريمٍ غدا في غير موضعـهِ
وكم وضيعٍ غدا في أرفعِ الجُــدَد
در الزمان على الإنسان و انقلبت
كل الموازين واختلت بمستند!!
ايمن عطرجي
03/03/2021 في 10:28 م[3] رابط التعليق
نعم يجب على الإنسان عمل الخير والامتناع عن إيذاء الغير رجاء ماعند الله من جنة عرضها السموات والأرض…مقال رائع
ابو احمد
04/03/2021 في 8:11 ص[3] رابط التعليق
كلام واقعي من كاتبنا ولكن للأسف ناس لاتقدر عمل الآخرين، ولكن مازال الخير موجود في كثير من الناس إلى قيام الساعة، اعمل الخير ولاتنتظر المقابل إلا من رب السماوات والأرض.
RK
04/03/2021 في 12:21 م[3] رابط التعليق
مقال رائع أ. عبد الرحمن
بارك الله فيك