يتمتع كل مدير دائرة حكومية بنوع من الصلاحيات يمنحها له الوزيز الذي يتبع له هذا المدير أياً كان مكانه وموقعه، وذلك حسب النظام، من أجل أن يتمكن من خلالها هذا المدير من القيام بالأعمال المناطة به، ولهذا يتطلب منه عدم استغلال هذه الصلاحيات إلا بما يعود على الدائرة التي يُديرها هذا المدير بالنفع والارتقاء بها من خلال هذه الصلاحيات الممنوحة له، وعدم استغلالها لأي أغراض شخصية أونتقامية أوغيرها من الأغراض الأخرى التي لاتصب في مصلحة العمل، ولا ينحرف عن الأهداف المطلوبة منه من خلال هذه الصلاحيات الممنوحة لهذا المدير.
وكل مدير دائرة أو موظف يعرف جيدًا أن نظام الدولة جرم مسألة استغلال هذه الصلاحيات في غير محلها، فقد نصت المادة الثانية من المرسوم الملكي رقم 43 وتاريخ 19 /11 /1377 الفقرة (أ) على: معاقبة كل موظف يثبت ارتكابه لجريمة استغلال نفوذ وظيفته لمصلحة شخصية في داخل الدائرة أو خارجها، وذلك بسجنه لمدة لا تزيد عن عشر سنوات أو بغرامة لا تزيد عن عشرين ألف ريال، كما نص نظام الخدمة المدنية بتجريم إساءة استعمال السلطة، حيث نصت المادة (12 / 1 من النظام على أنه يحظر على الموظف إساءة استعمال السلطة الوظيفية، كما نصت الفقرة (ب) على حظر استغلال النفوذ، كما نصت المادة (12/1) من اللائحة التنفيذية للنظام على أنه يحظر على الموظف يملك سلطة في دائرة استعمال سلطة وظيفته ونفوذها لمصالحه الخاصة أو تحويلها في غير موضعها.
وحين نقف ونفتش وندقق ونتأمل في بعض الصلاحيات والتي قد يستغلها البعض من المديرون أو بعض الموظفين فسوف نجد أن البعض منهم قد أساء استخدام هذه الصلاحيات سواء ماكان منها بقصد أو بغير قصد، فالصلاحيات مُحددة بنظام ولاتستغل ولاتستعمل إلامن من أجل العودة بالفائدة والانتاجية على الإدارة التي يديرها هذا المدير أو ذاك الموظف أياً كان موقعهما.
وما نشاهده ومانسمع به ومانقرؤه وللأسف الشديد بل والمحزن في نفس الوقت أن البعض منهم قد يستغل ويستخدم هذه الصلاحيات الممنوحة لهم في تدمير الإدارات التي يديرونها، من خلال هذه الصلاحيات والتي يظن البعض أنهم لهم الحق في استخدامها متى ماشاؤوا وارادوا من خلال القرارات التي يصدرها البعض منهم، وهذا قد يكون إما أن هؤلاء المديرون أولاً لايعرفون أن هذه الصلاحيات محددة بنظام لايمكن لهم تجاوزه فاستغلوا هذه الصلاحية وجردوها من النظامية من أجل تحقيق أهدافهم، أو أنهم ثانياً لايعرفون أن استعمالهم لهذه الصلاحيات قد يترتب عليه أشياء قد تؤدي إلى عدم الارتقاء بهذه الإدارات وعدم الإنتاجية.
وثالثاً أن هؤلاء المديرون ليس لهم الخبرة الكافية وعدم معرفتهم بضوابط هذه الصلاحيات الممنوحة لهم واستغل البعض من الموظفين (السوس) في التقرب والتملق على هذا المدير وحولوه إلى (لعبة) يحركونها بريموت متى ماشاؤوا بل فوق ذلك يستغلون صلاحيته في إصدار قرارات من أجل أهدافهم الشخصية، وحين يقع (الفأس في الرأس) تجد كل من كانوا حوله يقولون إنا براء مما عمل هذا المدير فهو صاحب الصلاحيات وليس نحن .
ورابعاً قد يكون هذا المدير أصابة (الغرور والكبر) وأصبح يستخدم هذه الصلاحيات الممنوحة له من غير استشارة أهل الخبرة والرأي المخلصون في إدارته في إصدار هذه القرارات التي يصدرها من خلال هذه الصلاحيات الممنوحة له للأسف الشديد.
ولوضربنا بعض من الأمثلة حول استخدام هذه الصلاحيات الممنوحة لهؤلاء المديرون في أي دائرة كان موقعها، فلو فرضنا أن مدير إدارة قام بنقل مثلاً بند مالي مخصص لجهة عنده في إدارته ونقله لجهة أخرى في نفس إدارته وقام هذا المدير واستغل هذه الصلاحيات الممنوحة له وقام بصرف هذا البند فيما خصص له هنا نقول أنه استغل هذه الصلاحية وخالف الأمر السامي الكريم والذي ينص في مثل هذه الأمور حيث أن البند التاسع من المرسوم الملكي ينص على أنه لا يجوز استعمال الاعتماد في غير ما خُصِّصَ له أو إصدار أمر بالالتزام أو بالصرف بما يتجاوز الاعتماد أو الالتزام بأي مصروف ليس له إعتماد في الميزانية، وتطبق القواعد والإجراءات المقررة نظامًا في حق مَنْ يخل بذلك.
وختاماً أعود وأقول أن استعمال الصلاحيات فيما هو مخالف للأنظمة كما ضربنا في المثال السابق يعد مخالفة كبيرة في سوء استخدام هذه الصلاحيات التي يعاقب عليه نظام الدولة أعزها الله، و الأمثلة كثيرة في ذلك وسوف اخصص لها مقال ثاني بمشيئة الله تعالى فالصلاحيات قد يفهما البعض من المديرون أنها حق مشروع لهم يستخدمونها متى مايريدون ويشاؤون حتى لوكانت فيها مخالفات نظامية وماهكذا تستغل وتستعمل الصلاحيات ياسعادة المدير.
ودمتم سالمين
التعليقات 1
1 ping
عبدالرحمن منشي
10/03/2021 في 2:51 م[3] رابط التعليق
طرح هذا الموضوع في الصميم ياصاحب القلم الذي يتدفق من خلاله الحبر الأصلي لكي يكشف الاوراق الغير جيدة،