إن لكبير السن في المجتمع المسلم مكانته المتميزة ويحظى بكل توقير واحترام، يؤكده ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليس منا من لم يرحمْ صغيرَنا ، ويُوَقِّرْ كبيرَنا)
تذكرت هذا الخُلُق النبوي العظيم وأنا أجلس في صالة الانتظار في المستشفى وإذا برجل كبير مُسنٍ قد اشتعل رأسه شيبا ويتكئُ على عصاه ولا تكاد تحمله، فنظرت حولي وإذا بكل الجلوس هم من الشبيبة لا يتجاوزن العقد الثالث، قلت في نفسي لعل أحداً منهم يقوم ويُجلس هذا الشيخ الكبير مكانه، تعظيماً وتوقيراً... ولكن للأسف خاب ظني وفكري، فاتكأت على عصاي وقمت من مكاني وأجلسته وهو يدعوا لي ولوالدي.
كم تألمت من حال هؤلاء الشباب الذين لم تتحرك مشاعرهم تجاه هذا الكبير الذي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم باحترامه وتوقيره (ليس منّا) أي ليس على هدينا وطريقتنا وسنتنا من لا يعرف حق كبيرنا فيعطيه حقه من الإجلال والإكرام والتعظيم فخُلُقُ أهل الإسلام معرفة الحق للكبير.
(إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ)
"إنَّ مِنْ إجلالِ اللهِ"، أي: إنَّ مِن تَبْجيلِ اللهِ وتعظيمِه وأداءِ حَقِّه، "إكرامَ"، أي: تعظيمَ وتوقيرَ، "ذي الشَّيْبَةِ المسلمِ"، أي: الشَّيخِ الكَبيرِ في السِّنِّ.
فأين نحن من هذا الخُلق والتوجيه النبوي العظيم؟!!
همسة في أذن كل أبٍ وأم: علموا أبناءكم الأدب مع الكبار فلربما كنتم أول الضحايا.
التعليقات 1
1 ping
عبدالرحمن منشي
23/03/2021 في 3:30 م[3] رابط التعليق
والله واقع مؤلم وخاصة اذا صدر من فئة الشباب وسبحان الله نحن دائم نشيد بالشباب ولكن اذا فقدت ابجديات الاخلاق فماذا نقول؟ ووفق الله الدكتور عاطف على على ان تحامل على نفسه واخلى المكان للرجل المسن وبهذا اخي ارسلت للجلوس منهم رسالة ارجو أن فهموها.. ورفع الله قدرك وشانك.