عيدُ بأي حال عُدت يا عيد
بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديد
تعوّد الناس - أن يرددوا في كل عيد
بيت المتنبي الساحر الشهير هذا ..
وكأن لم يقال في العيد سوى هذين البيتين!
و في بداية القصيدة الخالدة التي قالها المتنبي منذ قرابة الألف عام قام بمناجاة العيد، وسأله عن الحالة التي جاء فيها هذا العام ؟
ويستفهم منه هل في هذا العيد سوف يجد جديد أم لا؟ ولا زالت كلمات المتنبي ..تعيش وتسقى وتزدهر كل عام ..
لتحيا في النفوس ..
ربما لأنه قالها بصدق وبشخصيته التي اختزنت بعد نظره وقلقه وكبريائه وحدسه وثقافته وفلسفته في الحياة..
ولاينافس أبيات المتنبي تلك سوى أغنية كوكب الشرق أم كلثوم:
«يا ليلة العيد أنستينا»،
ولكن ليس بالكتابة والقراءة فقط بل هذه المرة بالإستماع ايضاً..
.
.
وكم من شاعر تغنى بالعيد ..
العيد هو بداية صفحة بيضاء تتجدد فيه النعم، نعمة الحياة، نعمة العافية، قرب الأحبة وبنعمة الإنتماء لهذا لدين عظيم..
عندما سمعت البعض يتذمر ويقول : ولا كأنه عيد ! انزعجت وغضبت وأثارت تلك الجملة حفيظتي ..!
هذا العيدُ هو جائزةُ الله إلينا على الطاعات ، فلماذا نبخس حق الجائزة بقول:
"ولا كأنه عيد"!
بل أحمدوا ربكم..
كبّروا وابتهجوا وافرحوا للعيد..
البسوا ملابسكم الجميلة، استمتعوا بالتفاصيل الصغيرة ، والحكايا البسيطة ، الحلوى ، الحناء ،والزهور والبخور و..
ضحكات العائلة..ارسموا البسمة على وجوهكم ووجوه من تعيشون معهم ..
لا تنسوا هدايا العيد وبالذات للأطفال ..
صلوا الأرحام، وجددو أواصر المحبة، آغزلوا خيوط الفرح ..فنحنُ قومٌ نصنع الفرح..
افرحوا بالعيد ولا تنسوا أن الفرح بالعيد عبادة وسنة واقتداء افرحوا بتمام النعمة وكبروا الله على ما هداكم وكونوا لفضله من الشاكرين.
ولا تلتفتوا للسلبيين الذين يقولون عيد ميّت، ما في جديد، ما كأنه عيد، تذكّروا قول الله سُبحانه وتعالى: "ومن يُعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" ..
لُنعظم شعائرنا واعيادنا ونعتزّ بديننا،ونفرح بعيدينا وحيِ الله تعالى، عيد الفطر وعيد الأضحى فقد شرعه الله تعالى لأمّة الإسلام، قال الله تعالى: (( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ))
فعيد الفطر وعيد الأضحى هدية الله لنا بعدَ ركنٍ مِن أركان الإسلام، فعيدُ الفِطر يكون بعدَ عبادةِ الصّوم وعيد الأضحى بعد عبادة الحجّ وبهذا تواترت النصوص الشرعية على حصر الأعياد الزمانية في الإسلام في عيدين حوليين هما الفطر والأضحى، لا ثالث لهما سوى العيد الأسبوعي يوم الجمعة، وأن ما سوى ذلك من الأعياد إنما هو محدث، سواء كان أسبوعياً أم حولياً أم قرنياً أم غير ذلك.
وقال ابن الأعرابي: \"سمّي عيدًا لأنّه يعود كلّ سنة بفرح متجدد\".
ولو سولت لك نفسك أن تقول مرة ثانية : ولاكأنه عيد !
فتذكر العيد الذي جاءنا بعد جائحة كورونا عيد الحجر والعزلة والخوف والقلق والانتظار وربما حداد لفئة أخرى فقدت عزيزاً لها بسبب الوباء.
ومع ذلك - عيّدنا- كبّرنا وصلينا وضحينا والحمد لله ..
كل عام وأنتُم أكثر سعدًا ومجدًا وحمْدًا
اصنعوا أنتم يابارككم الرب عيدَكَم وجمالَ أيامكم حتى وإن كان قد أصابكم ما لا يرضيكم، حتى وإن فقدتَم أحباباً أو خسرتَم أناساً؛
فهذا العيد ضيف وله حق عليكم
وهو هبةُ اللهِ إليك ..
فافرح واغتبط بما آتاكَ الله..
أدام الله بهجة أعيادكم بقرب من تحبون كل عام وأرواحكم في فرح كل عام وقلوبكم جميلة والسعادة ترافقها والحب يسكنها
.
.
- ومضة-
.
.
بثغرِك يا أبي عيدي تجلّى
يُؤَمّلُ منك بسمتَكَ السعيدةْ
فلو لك تبتسم للعيد ولّى
ومزّقَ عنهُ حُلّتَهُ الجديدةْ
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
الكاتب الأديب جمال بركات
17/07/2021 في 4:31 م[3] رابط التعليق
أحبائي
لأبنائي وبناتي
مقال جميل لكاتبة مبدعة
ابنتي صالحة بالغيث بحق كاتبة وروائية رائعة
د سهير غانم
17/07/2021 في 4:59 م[3] رابط التعليق
أستاذنا الأديب الكبير وأبانا الروحي جمال بركات
كعادتك تشجع الزملاء وخاصة أهل التميز
كل التحية والتقدير لمعاليك وللكاتبة
جواهر
17/07/2021 في 4:54 م[3] رابط التعليق
مشاء الله مبدعة لاجف لك قلم
زهراء
17/07/2021 في 10:44 م[3] رابط التعليق
مقال جيد من الكاتبةورسالات ايجابيه يتجلى ويتحلى العيد بثوبه الذي عرفناه به