سالم الغانمي
التسامي مما فطر عليه النساء الضرائر والجيرة والأتراب فالتسامي بينهن وهو التنافس وطلب الرفعة في الحظوة والمكانة عند الزوج والمجتمع القريب
قالت عائشة رضي الله عنها عن زينب بنت جحش وهي التي كانت تساميني أي في الرفعة عند زوجهن وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالتسامي بين النساء وإن لم يكن ضرائر فطرة وطبع لا يلمن على معتدله بل ربما كان سببا في التودد والبر ولم يمنعه شرع ولا عقل إلا إذا وصل إلى الحد المذموم منه
وإنما يذم التسامي ويحرم في حالات وصور منها :
1- أن يحمل على البهتان واستغلال الأخطاء في التقليل من شأن الآخرين.
وقد ضربت زينب بنت جحش رضي الله عنها أروع الأمثلة وأعظمها في البعد والترفع عن استغلال الموقف لصالحها وترجيح كفتها
وذلك عندما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك فقالت كلمتها الخالدة : (أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيرا) فلم تغتنم رضي الله عنها تلك القصة لتقل كلمة انتصار ولم يحملها التسامي على اتهام وأذي من تساميها.. فرضي الله عنهن أعظم الرضا وأعلاه...
2- أن يوقع التسامي النزاع والشقاق بين الزوجين ويكدر صفو الحياة قال صلى الله وسلم : ( كانت أول فتنة بني إسرائيل إن امرأة الفقير تكلف زوجها ما يكلفه الغني امرأته)
فإذا طلبت الزوجة من زوجها مايشق وهي تعلم ظروفه وبسبب التسامي مع من حولها حملته الديون وذل الدين بين المطالبين وقعت لها في نفسه عداوة وكره ولو أعطاها كمثل ما ذكره الفاروق رضي الله عنه بما أثر عنه : ( إن الرجل ليغالي في صداق المرأة حتى يكون لها في نفسه عداوة)
3- أن يحمل على الحسد والأذى والكيد
فالغطبة وتمني مثل ما عند الآخرين أمر مأذون فيه وقد لا يسلم منه إلا القليل من أهل الزهد والقناعة.
وأما الحسد فهو داء القلوب المظلمة التي أعماها حب الذات وبغض الآخرين بسبب ما أولاه الله وأعطاه فحمل الحسد – أجارنا الله- صاحبه على تمني زوال نعمة الله على غيره.
كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسدا وبغضاً إنه لذميم
4- أن يحمل الزوجة على إطالة لسانها على زوجها وإيذاءه بالكلام المر وكثرة التشكي والتسخط والتذمر من المعيشة والحياة..
أثر عن عمر رضي الله عنه قوله:
وامرأة لسنة إن حضرت آذتك وإن غبت عنها لم تأمنها...
والله المستعان.
فما أجمل حسن العشرة وما أكمل العقل والتأني في الأمور لتعيش بيوت أبناء المسلمين أمنا واطمئنان وتسلم من وشاة وأذى المتطفلين على البيوت المستورة..