عبدالرحمن منشي
رداً على الكاتبة،بصحيفة الوطن ميسون الدخيل لمقالها بتاريخ الاثنين 22 نوفمبر 2021 إنهم يتكاثرون فلنتخلص منهم.
فاقول أولاً من هم كبار السن؟ وبعدها الرد على اسطر كلماتها مستعيناً بالله. في أي مجتمع منزلة كبيرة، خاصة مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فكبر السن مرحلة عمرية قد يبلغها كل من طال عمره ليصل إلى مرحلة يعود فيها ضعيفا كما بدأ، وهذه هي دورة العمر ومراحله التي لا مفرّ منها، والرسول الكريم قدم لنا أول الدروس في توقير كبار السن واحترامهم وإنزالهم منزلتهم، فقال: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم». ورسم لنا منهجا في هذا الاتجاه نحو السلوك القويم في مدرسة الأخلاق التي يجب أن يتعلم فيها كل مسلم مكارم الأخلاق، فقال: «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا»
ومن يتأمل في كثير من العبادات، سيجد أن الدين العظيم كان منهجا في الدعوة إلى مراعاة كبار السن، رحمة بهم وشفقة عليهم، لظروفهم الصحية وكبر سنهم وعجزهم، حين دعا الإمام في الصلاة أن يخفّف، مراعاة لكبار السن المصلين خلفه، وحين سمح لمن يعجز عن أداء الصلاة قائما أن يصليها جالسا، وفي الصيام له أن يفطر إذا لم يعد يقوى على الصوم، لعلة من مرض أو عجز، فالله سبحانه وتعالى قبل عذره ورفق بعبده الكبير وياتي من يقول نتخلص منهم.
وإليك يادكتوة هذه الادلة النبوية وليست من العالم الفيلسوف الغربي، عن أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، وذو العلم وإمام مقسط.
وأيضاً هذه القصة، لم تقتصر هذه الرعاية على المسن المسلم بل امتدت يد الرعاية لتشمل غير المسلم طالما أنه يعيش بين ظهراني المسلمين. فها هي كتب التاريخ تسطر بأحرف ساطعة، موقف عمر - رضي الله عنه - مع ذلك الشيخ اليهودي الكبير فيذكر أبو يوسف في كتابة (الخراج) "أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مر بباب قوم وعليه سائل يسأل ـ شيخ كبير ضرير البصر فضرب عضده من خلفه فقال: من أي أهل الكتب أنت؟ قال يهودي. قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية، والحاجة، والسن. قال: فأخذ عمر ـ رضي الله عنه ـ بيده فذهب به إلى منزله فرضخ له ـ أي أعطاه ـ من المنزل بشيء ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه، والله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم.
والآن ابدء الرد على اسطر كلماتك.
عندما تقولين وهم يستنزفون خزينة التقاعد، بل إنهم يستهلكون السلع والخدمات العامة،فأقول عجباً والله مثلك يادكتورة درستم وتعلمتم وعرفتم حقوق الإنسان وتأتي انتِ تسلبيها منهم فهذا شقى جبينهم وعملهم الدؤوب ويستقطع من رواتبهم والدولة حفظها الله حفظتها لهم وتاتي انتِ تقولي يستنزفون خزينة التقاعد؟ واما يستهلكون السلع فهذه حقوق مشتركة والخدمات العامة بفضل من الله وفرتها المملكة لكل أبناء الوطن والحمدلله لم تكن مقدمة من اشخاص ففي تلك اللحظة يكون الذل حفظ الله حكومتنا الرشيدة...واما قولك،، فالخسارة أكبر إن تركنا هذه الشريحة تتكاثر بيننا وتستنزف مواردنا، لأن تعزيز المستويات المعيشية لكبار السن، هو مشروع غير فعال اقتصاديًا، رغم أننا نجده نحن البشر العاطفيون أمرًا جذابًا من الناحية الأخلاقية.. فأقول من هم هذه الشريحة هم والدك ووالدي وعمك وعمي وهم اهل وطنك والقطار ماشى وقد يقف عندك وانتِ أيضاً بلغتي من العمر مابلغتي وكما تدين تدان. وهل يعقل منك يادكتورة ميسون أن تقولي هذا الحل.. نتخلص من كبار السن بإحدى الطريقتين، الأولى هي أن نستمر في إيهامهم بأنهم بلا فائدة، وأن ما يمتلكونه من علم ومعرفة وخبرات قد انتهى مفعوله، تمامًا كالمعلبات على أرفف متاجر المواد الغذائية، وعليه يجب التخلص منها حتى لا تتسبب في تسمم أفراد المجتمع، وبهذا نضمن أن حالتهم النفسية سوف تتدهور وتتبعها صحتهم، ولن يطول الوقت حتى يفارقوا الحياة.فاقول يادكتورة هذا كلامك هو العنف بعينه تحاربينهم نفسياً حتى يفارقوا الحياة نعم والله هذا العنف النفسي وهو أي فعل يسبب ألماً نفسياً ومعاناة للمسن مثل الاحتقار وعدم الاحترام والحبس والتهديد والإكراه والإجبار.
وأيضاً على حد قولك استنزاف اموال التقاعد أيضاً هذا هو العنف المادي وهو أي فعل يصدر من الآخرين للسيطرة على أموال المسن بغير وجه حق. وأخيراً ياأختاه هداكِ الله هذا من الغزو الفكري وبمقارنتك واستشهادك بالغرب وفلسفتهم، وتقارني كبار السن بالعلب المنتهية، نحن نهجنا الاسلام ويأمرنا بإحترام وكرامة الانسان وخاصة كبار السن وانا اعتبرهم (كبار المواطنين) هذا جزاء الوالدين بعد ان عانوا في حياتهم ليربوا أبنائهم حسبي الله ونعم الوكيل.
كبار السن آبائنا وأمهاتنا هم حفروا الصخر لأجلنا
وأخيراً التخلص منهم إتقين الله يادكتورة، أسألك بالله إن كان والديكِ موجودين هل تريدِ ان تتخلص منهم؟ (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
وأخيراً ناصحاً لاختنا الكاتبة ميسون فكما تدين تدان وأخشى أنك ستشربين بنفس الكأس الذي قدمتميه لكبار السن وصدق الله القائل ( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
والحكمة تقول (قل خيرا وإلا فأصمت).
أختنا الغالية إن أحسستِ بأن مقالك عن كبار السن فيه قسوة وغلظة عليهم فالأمر في غاية البساطة ويتمثل بمقال إعتذار لهم وتعديل يلغي سلبية منشورك الجاف والذي نزل كالصاعقة على كبار السن ومحبيهم الذين يكنون لسعادتكم التقدير ويلتمسون لكم العذر وذلك نابع من عميق خبراتهم وعظيم عطاياهم وطيب قلوبهم التي لا تحمل حقداً ولا زعل لإبنةٍ لهم.
كما إني على ثقة من أن معظم من قرأ مقالك الناسف لكبار السن قد دعا لسعادتكم بالخير والهداية.
وختاما أختنا في الله تذكري قول رسولِ اللَّهِ ﷺ ( اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ ) والله يحفظكم ويرعاكم وهو الهادي إلى سواء السبيل.
*همسة*
ولنا في هذا الحديث موعظة ومولمة لاهل الأهواء.. (عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : البركة مع أكابركم) نعم اكابرنا في السن ،كبار السن من البركة معهم والنفع معهم والخير معهم لأن الدنيا علمتهم والتجارب حنكتهم فهم لا يتعجلون وتستفيد من تجاربهم وحكمتهم كثيرا بنصحهم للشباب كمثال عدم الخروج على ولي الامر ونصائح كثيرة بحكم خبرتهم في الحياة لذلك أهل الأهواء يكرهون كبار السن لانهم يقطعون الطريق عليهم؟
التعليقات 13
13 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابوالبراء
28/11/2021 في 5:23 ص[3] رابط التعليق
👍
ابو مشاري
28/11/2021 في 5:40 ص[3] رابط التعليق
اولا سلمت اناملك ابا ياسر، كفيت و وفيت
ثانبا: كان ودي انه ولا كاتب يرد عليها، لان بمجرد ردك عليها انت كبرت راسها، واعطيتها اكبر من حجمها
( واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)
Medhat Bukhari
28/11/2021 في 9:31 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير أحسنت قولًا
RK
28/11/2021 في 2:14 م[3] رابط التعليق
مقال جميل
جزاك الله خيرا
محمد حكيم
29/11/2021 في 12:46 ص[3] رابط التعليق
صح لسانك، اسلوب رائع في التعليق.
أم أيمن
28/11/2021 في 9:23 م[3] رابط التعليق
أجدت وأفدت برفق ،جزاك الله خيرا .
ام حسن / عاشقة وطنها
29/11/2021 في 12:47 ص[3] رابط التعليق
رد كفى ووفا . هؤلاء الكتّاب اللذين عرفوا امانة القلم جزاك الله كل خير في كل حرف كتبته
ميسون لم تعرف حق والديها فكيف تعرف حق القلم الذي اقسم الله به . ميسون تنكرت لوالديها
والله قال . الاقربون اولى بالمعروف . ورضى الله من رضا الوالدين . فكيف تتوقعون ان ترد حق الوطن الدكتور منشي رد رداً جميلاً فهل تعرف ميسون حق كبار السن ام على قلوبهم اقفالها.
عائشة " عاشقة وطنها"
29/11/2021 في 1:10 ص[3] رابط التعليق
روووعه جداً 👍👍
الله يرحم ام حملته ورضعته واب رباه
ماشاءالله تبارك الرحمن
مثل هؤلاء نفخر بهم كاتب عرف حق القلم . وعرف عظمة قسم الله بالقلم
الله يكتب اجره ع كل سطر سطره بأنامله
أمّا الكاتبه ميسون فلم تعرف حق القلم وتنكرت لحقوق والديها ! !!! فكيف تعرف حق وطنها
ولا تنكر فضله عليها !!!!!؟؟؟؟؟؟
ام محمد من امريكا
29/11/2021 في 5:25 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل جدا جزاك الله خير لانك انسان متواضع ومن ذرية صالحة محترمة لكن ميسون تستحق الشتم والبصق في وجهها ورجمها حتي منها لله
د. عاطف منشي
30/11/2021 في 5:41 م[3] رابط التعليق
كم تعجبت مما كتبته الدكتورة تجاه كبار السن وأسلوبها الساهر الذي استفز مشاعر المسلمين، بل وغيرهم تجاه هذه الفئة الغالية من مجتمعنا المسلم، الذي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم باحترامه وتوقيره (ليس منّا) أي ليس على هدينا وطريقتنا وسنتنا من لا يعرف حق كبيرنا فيعطيه حقه من الإجلال والإكرام والتعظيم فخُلُقُ أهل الإسلام معرفة الحق للكبير، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ)
“إنَّ مِنْ إجلالِ اللهِ”، أي: إنَّ مِن تَبْجيلِ اللهِ وتعظيمِه وأداءِ حَقِّه، “إكرامَ”، أي: تعظيمَ وتوقيرَ، “ذي الشَّيْبَةِ المسلمِ”، أي: الشَّيخِ الكَبيرِ في السِّنِّ.
فأين الدكتورة من هذا الخُلق والتوجيه النبوي العظيم؟!!
وماهي فاعلة تجاه والديها وكبار السن من أقاربها ومن حولها، هل ستتخلص منهم أم تُلقي بهم في دور المسنين….؟
همسة في أذن الدكتورة:
من سيتخلص منك في شيخوختك؟ … هداكِ الله.
ابو عبدالله
03/12/2021 في 6:16 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل ورد في مكانه سلمت يداك ابا ياسر .
عبدالرحمن منشي
03/12/2021 في 8:19 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خير على تعليقكم جميعاً واسأل الله ان يكون قلمي خالصاً الله ورداً على كل متسلط لايحترم الوطن وشعور المواطن،، واما الكاتبه ميسون اسأل الله ان يعديها ويردها للحق وتعتذر لكبار السن.
ليلى الشيخي
23/09/2023 في 5:11 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله كل خير كلام جميل سلمت اناملك وأحرف قلمك استاذ عبد الرحمن منشي
إن مِن تعاليم الإسلام في حق الكبير: توقيره وإكرامه، بأن يكون له مكانة في النفوس، ومنزلة في القلوب، وكان ذلك مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، وجعله مِن هديه وسماته وصفاته، فقد
أوجب نبينا صلى الله عليه وسلم احترام كبار السن، والسعي في خدمتهم والطلب على راحتهم .