خالد شوكاني
الثقة هي رأس مال المؤسسة وجميع منسوبيها، فهي تمثل الطاقة الدافعة للجميع، حيث تجعل فريق العمل في حالة انسجام كبير، يساعد على الإنجاز والتطوير، وتجاوز كافة التحديات التي تحدث أثناء العمل الدؤوب والدائم لأي مؤسسة.
ولكن ماذا لو أن هذه الثقة اهتزت؟ أو طالها شيء من الخيبة، أو اختفت. عندها من المؤكد أن هناك عددا من المتغيرات السلوكية ستظهر على جميع من يدور في فلك تلك المؤسسة، سواء من العاملين أو المستفيدين أو المُسَيّرين للعمل فيها، ومن أبرز تلك المتغيرات.
١-انقسام تلك المؤسسة لعدة جبهات تقف في مواجهة بعضها، وتدير عددا من المؤامرات والمكائد بهدف تصفية كل من يُتوهم أنه ليس مع هذه الجهة أو تلك.
٢-ضياع بوصلة الفريق، وتراجع الإنجاز وانشغال جميع العاملين بتأمين أنفسهم بالانحياز لمن يُظن أنه الطرف الأقوى في صراع المواقع والتأثير.
٣-تفسير جميع ما يحدث من زاوية سوء الظن والنوايا غير الجيدة، التي تصبح هي العنوان والتفاصيل في كل مايحدث.
٤- وضع جميع الذين لا يتفقون مع نهج المؤسسة في الداخل والخارج في موقع الخصوم، ومناصبتهم العداء وتجييش الآخرين عليهم.
٥- إشغال المؤسسة بتهديدات الخارج الوهمية، بدلا من التركيز على مستهدفاتها، والادعاء بأن هناك من يحاول عرقلة مسيرتها.
٦-فبركة الانجازات وتضخيمها، وإشغال الرأي العام بها، وتصوير الأعمال اليومية العادية بأنها منجزات منقطعة النظير.
٧- كثرة التغييرات التي يقوم بها مُسَيِّري العمل في صفوف القيادات والعاملين، واستبدالهم بآخرين من أصحاب الولاء لمُسَيِّري العمل وليس للنظام والمؤسسة.
٨-ظهور الخوف وعدم الطمأنينة بين مجموعات العمل مما يحول البيئة إلى طاردة فتكثر الاستقالات وطلبات النقل والتقاعد.
٨-اختفاء الخبراء والقيادات وانسحابهم إلى أطراف المؤسسة بعيدا عن المركز المشحون بالصراعات.
٩-كثرة الانشقاقات وتَبدُّل الولاءات داخل المؤسسة وظهور وجوه جديدة تفتقد الخبرة والمهنية بصورة تؤثر على العمل سلبا.
١٠-وأخيرا ظهور بعض السلوكيات المنافية للسلوك الوظيفي والأخلاقي والإنساني بصورة غير معهودة داخل المؤسسة.
لذا على المؤسسات التي تسير في تلك المنحدرات الخطرة العمل سريعا على تصحيح المسارمن بيده القرار، وإعادة ضبط الأمور بما يتلائم والصالح العام للمجتمع، وإلا ستصبح تلك المؤسسة كالبالون المنفوخ الذي سيواجه الفناء بقوة ضغط الداخل الذي يتعاظم يومياً حد الوصول للحظة الحرجة والانفجار.
ودمتم سالمين.
التعليقات 1
1 ping
محمد الجوهري
30/11/2021 في 1:18 م[3] رابط التعليق
اتمنى من مسؤولي بعض المؤسسات الإبتعاد عن سياسة
ان لم تكن معي فأنت ضدي