الكاتب : عبدالرحمن منشي
الكلام كما يُقال مغرفة القلب، وكم كانت تقولها أمي رحمها الله ياولدي "الملافظ سعد" يعني نطقك باالكلام الحلو. نعم َوالله فبالكلمات اللطيفة الصادقة يمكن كسب صداقة أناس جدد، وكسب ودّهم، وقربهم وعدم جرحهم، وتجاوز كل ما في الحياة من صعاب ومشاكل، فالكلمات تتيح للبشر تقدير من حولهم، وتخفيف أحزانهم بألطفها، خاصة في أصعب الأوقات، فالكلمة الطيبة لا تكلّف شيئاً، ولكنها تترك في النفس آثاراً لا تُنسى أبداً عكس الجارحة تترك جرحاً غائراً، قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) فسبحان الله الكلمة الطيبة حتى في حياتنا الزوجية ذو أهمية، فالطيبات للطيبين، إذاً الأقوال الطيبة لا تصدر إلا من أناس طيبين، أما
الأقوال البذيئة وخبيثة المعنى لا تخرج إلا من أناس غير مثقفين ويشتبه بهم خبث القول.
فلذلك في مقالي هذا أقول أوصاف المؤمن هي التي تبيِّن حقيقةَ حاله وتكشف عن نُبْل أصله وكريم خصاله ووصفه بأنه طيب، وكل امرئ يحب أن يوصف بذلك، ويكره ويبغض أن يوصف بأنه خبيث، بل وينفر من أن يكون من أهل هذا الطبع، فإذا كان الأمر كذلك، فأين نحن من صفات الطيبين ومتى نكون؟ وبالتأكيد المَرأة السَامية تَستلتزم وُجود الطيبَة في رُوح الرَجل ولو كَان جَاهلاً، فالطيبة كَلمة مُرورٍ لقُلوب الآخرينَ، والرجلُ الطيّب أكيد أن يكون مُتورّع عَن الشُبهات، نقيَ القَلب، وسَليم السريّة، ويَحفظ صَفاء الودّ مَع زَوجته،فأنا أرى بمنظوري من الحياة، الطيبون لا تتغير صفاتهم حتي و إن تبدلت أحوالهم، فالقلب الطيب لا يتغير و إن تغير كل شيء حوله .. سيظل وافيًا وهذا المفترض.
فأقول مذكراً لي ولغيري، إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب طبعاً المعنى والقصد مختلف لكن ما يقصد إن كل نفس جُلبت لما هي فطرت عليه وما هو في خالص قلبها، أخي القارئي إن الطيبة صعبة لكنها أمر رباني وصفة إسلامية وإنسانية لا تنزعها من قلبك هي الفرق بين الإنسان الجميل والإنسان القبيح في القول والعمل، نعم والله إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر، وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة والملافظ الحسنة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها.فمن المؤسف جداً الكثير من الأشخاص الذين يتصفون بالطيبة الزائدة لتقوم حياتهم الزوجية مثلاً تهاونوا حتى في كرامتهم بعد أن تم توجيه الإهانة لهم تحت ذريعة أنهم لا يسيئون مهما كانت الأسباب. وفي هذه الايام ناصحاً،اليوم يتطلب من الانسان أن يخلق توازنا في تعاملاته مع الآخرين، بمعنى أن يعامل كل فرد مع من حوله بالطريقة التي تليق بأخلاقياته وسلوكياته. عندما يلتقي انسان بآخر يحمل سلوكا عدوانيا تجاهه، عليه ألا يتعامل معه بسلبية، بل عليه أن يكون حذرا حتى لا يأذي نفسه وأن يتوقع ما قد يكون سلبيا من ذاك الذي يتعامل معه، ففي وقتنا هذا أصبح الناس ينظرون إلى الشخص الطيب نظرة الضعف وانه المسكين فهو طيب من الممكن فعل أي شيء بحقه، لأنه في الأخير مهما كان سيسامح ويصفح ومع الاسف الموازين والأصول والأعراف هي التي تغيرت وانقلبت بعد أن كنت تحسن الظن به وتعطيه أغلى ماعندك،وأخيراً اسأل الله أن يحسن اخلاقنا وتعاملنا مع أهلنا وغيرنا.. يارب العالمين
*همسة*
الطيور تأكل النّمل، وعندما تموت فإنّ النّمل يأكلها، الظروف قد تتغيّر فلا تقلل وتحقرن من شأن أحد.
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالله
21/10/2022 في 7:39 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك يا كاتبنا ابا ياسر مقالاتك في الصميم ومن واقع الحياة ، ورحم الله من راى جدار الود ان ينقض بكلمة جارحة فأقامه * بالتغافل * حتى لا ينقطع الوصال فتلك سنة الانبياء
أبونواف
21/10/2022 في 7:44 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير أبا ياسر كلمات في الصميم ورحم الله والدتكم ووالدينا وكل من لهم حقً علينا
أبو مازن
21/10/2022 في 8:49 ص[3] رابط التعليق
جزأ الله الكاتب المتألق دائماً، واقول رحم الله من رباك، وخاصة عندما قلت لك الوالدة رحمهما الله بأن الملالظ سعد. نعم الان وجد ناس مثقفين لايعرفون الكلمة الطيبة مع زوجاتهم بل يلقو لهم الشتائم وكلامات جارحة كأن التي عنده من الشوارع، فسبحان الله وبعضهم عنده تحكم على المرأة بشكل غريب بشتمها واخذ حقوقها فيعتبر هذه عادية في بيئته، اتسأل هل هي ثقافة خارجية ام بيئيه، فاللهم حسن اخلاقنا وملافظنا
ابو احمد
21/10/2022 في 9:03 ص[3] رابط التعليق
أخي الكاتب ياليتك نوهت في مقالك، بأن من يتصف بهذه الصفات وينكر الجميل والطيبة، مش عيب أن يعرض نفسه لطبيب نفساني طالما هو في قناعته مثقف وتصدر منه هذه التصرفات، وجزاك الله خير على المقال وفقط اردت التنويه لا اكثر، واكثر الله من أمثالك في مقالاتك التي تكون من الواقع وعلى الجرح.
ابو سنان
21/10/2022 في 6:50 م[3] رابط التعليق
سلمت أناملك سيدي ابا ياسر، منكم نتعلم و انتم خير معلم. الكلمة الطيبة صدقة عامةً فما بالك للاهل او الزوجة، فالاحرى بنا ان نعامل زوجاتنا بالطيب و الكلام الحسن لكي تستمر المودة و المحبة و الالفة و للحفاظ على الكيان الاسري، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: خيركم، خيركم لاهله و انا خيركم لاهلي” فيجب ان يكون الشخص من الخيرين لاهل و زوجته سواءً بالقول او الفعل فربى كلمة قد تهوي بك سبعين الف خريف و تترك من الاثر في قلب الزوجة التي هيا في الاصل من ارق خلق الله. اللهم اعنا على بر زوجاتنا و ان نكون من اصحاب الذكر الطيب….