الكاتب : عبدالرحمن منشي
أن الدنيا لم تر أسوأ من خُلق كسر الخواطر وتكدير القلوب وإحزان النفوس بالكلمة السيئة والتصرف المشين والإحراج ممن فقد المروءة، وفي نفس الوقت يكسر مجاديف الحياة بأفعاله لايساهم في الخير ولاينطق بخير، سبحان الله بعض الاعمال وإحتكاكك بالناس، تعلمك بأن لا تعطيهم أكثر من حجمهم لأن شخصياتهم وتفكيرهم متلونة.أولئك هم كاسرون الخواطر ولايقدرون جميل المنظر وشكر العمل، هؤلاء من يفتقدون معنى الروح داخلهم وتجدهم أمامك شخصية و ومنصب وهو أجوف! لايعرفون معنى جبر الخواطر غير الإنتقاد فقط، نعم والله أهمية الإنسان تقاس بحجم قربه وعلمه وإيمانه بالله وقيمه ورقي وصدق روحه وأخلاقه، وتعلمت درساً بأن مواقف الجبر في لحظات الانكسار لا تُنسى !.
وفي إعتقادي إن صح التعبير كسر الخواطر أشد من كسر اليد أو الرجل، لأن اليد أو الرجل تجبر وتعود كما كانت، أما كسر الخواطر فإنه لا يجبر، ويبقى مكسور الخاطر متألماً، ولأن جبر الخاطر بعد كسره يصعب جبره وإعادته كما كان عليه من قبل، ولذلك مكسور الخاطر لا ينسى كاسر خاطره ولو بعد حين. وقد يموت الإنسان قهراً بسبب كسر خاطره، ولذلك كسر الخواطر يتعب النفوس، ويعل القلوب، ويمرض الجسم.
وأخيراً أقولها من كل قلبي ومما أراهُ من حولي وفي مجتمعنا، والله محتاجين وبشدة إلى مواساة الناس والتخفيف عنهم وتطييب خاطرهم؛ لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون، نظراً لشدة ظلم ألم بهم في هذا الزمان،عندما فسدت والعياذ بالله ذمم الناس واختلفت نواياهم، ففي مجتمعاتنا، وكما يقولون وفي البيوت أسرار ترى أن هذه معلقة لا هي زوجة ولا هي مطلقة، وذاك مسكين، وهذا يتيم، والآخر عليه ديون وغم وهم، وهذا لا يجد جامعة، وذاك لا يجد وظيفة، وذاك مريض والآخر مبتلى والهموم كثيرة،، وهذا واقع ملموس، فيأتي ذلك الشخص يكسر ولايجبر الخواطر فوالله، تطييب الخاطر لا يحتاج إلى كثير جهد ولا كبير طاقة فربما يكفي البعض بكلمة شكر وتطيب خاطر لصنيع عمل، أو آخر محتاج لمساعدة، وينتظر قضاء حاجة منك فيجدك كاسراِ له،بل بعض الناس يجبر خاطره بإبتسامة تكفيه، نعم مااعظمِك من مشاعر تلامس ذلك المنكسر، فعلينا أن نجتهد بإدخال الفرح والسرور إلى قلوب إخواننا ولا نكسر مجاديف الآخرين وننبذ أفعالهم وأعمالهم ونبخل بجبر خواطرهم،فإذاً لا تبخل على أحد طالما أنك قادر على عطاء المحبة والود وجبر الخواطر،وملخص مقالي، كن في حياة الآخرين كحبات السكر وإن اختفيت تركت طعماً حلواً؛ لأن أرقى المشاعر الإنسانية الحب وأجملها العطاء بلا حدود وأعظمها جبر الخواطر؛ عِش دائماً راقياً معطاءً جابراً للخواطر؛ ما أجمل إحساسك أنتَ وقد ساهمت ولو بالقليل في نجاح إنسان! في فرحه وسروره، في ابتسامة أدخلتها في قلبه،أو في ضحكة تعالت من أعماق القلب لها شعور رائع لا تضاهيه ثروات وكنوز العالم، لذلك كن راقياً بفكرك بتعاملك بأخلاقك وتعى ماتقول بخطابك بسلوكك بقلمك بكل ما تخط وتكتب؛ ولأنك بذلك ستجذب قلوب الناس وإن كانوا لا يعرفون عنك شيئاً، فإذا راقت العقول بأفكارها طابت الألسن بأحاديثها. اللهم إجعل لنا في جبر الخواطر نصيب.
*همسة*
إذا رمت أن تحيا سليما من الردى
ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطقن منك اللسان بسوأة
فكلك سوءات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايبا
فدعها وقل ياعين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
وجادل ولكن بالتي هى أحسن
التعليقات 12
12 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
أسعد بن سعيد النقيطي
18/02/2023 في 5:08 ص[3] رابط التعليق
قصيدة عبدالعزيز ادزبير عن كسر الخواطر يقول فيها
الـــنَّفْسُ إِنْ كُسِرَتْ كَغُصْنِ أَشْجَـــارِ
لَا يُجْبِرُ الْكَسْرَ فِيهَـــا أَلْـــفُ أَعْـــذَارِ
يَـــا أَيُّهَـــا الْمُغْرَمُ الْمُحِـــبُّ كُنْ حَذِراً
لِلْكَسْـــرِ عَـــاقِبَةٌ أَشَـــدُّ مِـــنْ نَــــــارِ
أسعد بن سعيد النقيطي
18/02/2023 في 5:13 ص[3] رابط التعليق
أخي أبا ياسر …
مقال رائع …. لما فيه من إظهار لحالة و تداعيات كسر الخاطر و ردة الفعل و الهم الناتج عن هذا الفعل المقصود أو الغير مقصود. فيجب علينا أنا نراقب أقوالنا و أفعالنا قبل إصدارها للغير.
حفظك الله و رعاك و يسلم قلمك … تحياتي
عبدالله
18/02/2023 في 7:28 ص[3] رابط التعليق
قل خير او اصمت …
وتبسمك بوجه اخيك صدقة …
د. محمد بن محسن العولقي
18/02/2023 في 10:37 ص[3] رابط التعليق
أحسنت يا كاتبنا الوقور أبا ياسر بقلمك الرائع الذي يسطر (دائماً كما عهدناه) كلمات ذهبيه تلامس النفوس بعبق ملامسها وتحاكي الواقع بصدق أحاسيسها وتعالج الجروح بعليل بلسمها ، دمتم أخي العزيز موفقين لكل خير بإذن الله .
أخوكم
د. محمد بن محسن العولقي
أبو نواف
18/02/2023 في 10:46 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا ابا ياسر علي كلامك الجميل في جبر الخواطر وزادك الله من فضله وعلمه
أنور الأحمدي
18/02/2023 في 10:54 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير يا أبا ياسر .. مقال رائع مثل روعة حضورك المتميز
أنور
18/02/2023 في 10:55 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير يا أبا ياسر .. مقال رائع مثل روعة حضورك المتميز
عبدالرحمن منشي
18/02/2023 في 10:59 ص[3] رابط التعليق
الشكر والتقدير لكل من تفاعل وعلق باطروحته الجميلة،
أبو جهاد
18/02/2023 في 11:53 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا أخي أبا ياسر
وفقك الله ورعاك لكل خير
عبدالمحسن العولقى
18/02/2023 في 1:43 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم
هذه التغريدة جائت فى وقت نحتاج فيه الى جبر الخواطر
عمرو حسني
18/02/2023 في 3:40 م[3] رابط التعليق
فعلا جبر الخواطر من اجمل المشاعر للتواصل مع الاخرين والمثل المصري الشعبي بيقول لاقيني ولا تغديني
بن محمد
18/02/2023 في 4:53 م[3] رابط التعليق
سلمت اناملك اباياسر
تجدها دائما بين البسطاء ممن فهمو ان الحياة تكامل بين افراد المجتمع .. لانهم ذو بصيره لاتحكمهم اموال او جاه او مناصب