الكاتب: غازي الفقيه
منذ الوهلة الأولى لن يكون الجواب العاجل على السؤال أعلاه في صالح نظام الجمهورية الإسلامية في إيران منذ أن تربع الخميني على كرسي ولاية الفقيه في قم وطهران ١٩٧٩م وحتى اليوم فالأحداث العدوانية التي اتصفت بها إيران تؤكد ذلك.!
فعلى مدى أربعة عقود ونيف و يد إيران وسياستها العدوانية عدا فترة قصيرة تمثلت في رئاستي هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي ضد جيرانها العرب المسلمين ملطخة بالأعمال التخريبية والتحريضية والتدخل في شؤونهم الداخلية وبتصدير ثورتها بكل وسيلة تحقق لها ذلك مع حرصها على استمرارية ذلك التنمر قولا وعملا وإعلاما وتحديا سافرا للأعراف والقوانين الدولية التي تدعو لها المنظمات الدولية.
كل ذلك من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في هذه البلدان التي تجاورها وتربطها بها علاقة أزلية في الدين والجوار والمصالح المشتركة..!
فبعد أن أشعلت نار الحرب الضروس التي أكلت الأخضر واليابس بينها وبين جارتها العراق طيلة ثمان سنوات ( ٨٠ _____ ١٩٨٨م) بسبب دعاوى كاذبة ومفتعلة سعت كذلك لمد أذرعها الإرهابية في مملكة البحرين بالمظاهرات والتخريب لولا تدخل قوات درع الجزيرة ٢٠١١ م ومحاولة قتل أمير دولة الكويت ١٩٨٥م بتفجيرات قتلت بعض حراسه وبعض المواطنين الكويتيين وحاولت إفساد حج المسلمين في بيت الله الحرام وقتلها لأربعمئة حاج مسلم عام ١٩٨٧م في حادثة منى المعروفة والمشاعر المقدسة وكررت ذلك مرات لعدة سنوات ثم لجأت لقتل ومحاولة قتل الدبلوماسيين السعوديين في أرضها على وجه الخصوص وفي بلدان أسيوية مختلفة وحرق السفارات والقنصليات المعتمدة على اراضيها بواسطة متطرفي حرسها الثوري ووصل بها الحقد والكراهية مدى كبيرا جعل ايديها المجرمة تمتد لمحاولة قتل سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن السيد عادل الجبير في أكتوبر ٢٠١١م.
وماتفعله اليوم بواسطة مليشياتها وكل يوم في العراق منذ ٢٠٠٣م وسوريا منذ ٢٠١١م ولبنان منذ ١٩٨٢ م واليمن منذ ٢٠١١م بواسطة هذه المليشيات الإرهابية من قتل للآمنين وتهجير للمسلمين السنة وما تمد به مليشيا الحوثيين مغتصب السلطة في اليمن منذ أحداث اليمن ٢٠١١و٢٠١٤ من صواريخ وطائرات مسيرة وألغام راح ضحيتها الكثير من سكان تلك العواصم العربية الأربع بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وأصبحت لبنان البلد المسالم قبل تدخل إيران في شؤونه تحكم سياسيا وعسكريا من الضاحية الجنوبية بواسطة ذراعها الإرهابي مليشيا حزب الله ..!!
وطوال هذه السنين دأبت المملكة العربية السعودية على تحاشي الاصطدام بإيران وتركت الباب مواربا وسعت للتفاهم المباشر وغير المباشر معها وخصوصا في زمن رئاستي هاشمي رفسنجاني ومحمدخاتمي للدرجة التي زار إيران الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ووقع الاتفاقية الأمنية ٢٠٠١ والأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله والأمير سعودالفيصل رحمه الله والامير (الملك) عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله فكل هذه الزيارات لطهران لتقريب وجهات النظر وإبداء حسن النوايا السعودية مع حكام نظامها وصولا للتعايش السلمي المنشود واستقرار بلدان المنطقة غير أن كل ذلك ضربت به إيران عرض الحائط طيلة السنوات الماضية ونقضت مااتفقت عليه واستمرت في عداوتها.
فهل آبت إيران مؤخرا لصوت العقل والمنطق وأدركت ما دعتها له وكررته السعودية لصالحلها والمنطقة والعالم.
فجنحت للسلم عن قناعة وجاء العاشر من مارس ٢٠٢٣م مبشرا بخبر توقيعها الاتفاق الثلاثي في بكين وبرعاية صينية .
وأنها طوت صفحات الماضي البئيس لصالح شعبها أولا ولشعوب المنطقة جميعها ورفاهيتها والعالم اجمع ثانيا.. ولعل هذا الاتفاق فرصة إيران الأخيرة لتخرج من عزلتها إقليميا وعالميا فينعكس ذلك إن هي التزمت بالمواثيق على حاضر ومستقبل وجودها كدولة فاعلة في المجتمع الدولي وليست منبوذة.!!