كثيرا مانسمع من بعض الناس كلمات من قبيل (بين على حقيقته) (كشف وجهه الآخر) يعبر فيها الإنسان عن خيبة أمله ويتباكى على طيبته المزعومه .
ولكن هل صحيح أن للإنسان حقائق متعددة؟
قد يكون هذا الأمر صحيحا بحيث أنه يحتاج أن يظهر بعدة مشاعر أو آراء بما يقتضيه حاله.
وتصرف الأشخاص يكون بتأثير الشخص المقابل و تصوره لنفسه ، ثم لمدى تقبله لغيره، وأخيرا لرؤية الآخرين له وتقييمهم لتصرفاته.
فقد تظهر لغيرك الحاجه للتعاطف مثلا سيتلقى الشخص المقابل الرسالة و يترجمها إلى أفعال ودودة غالباً، ولكن قد يكون في حقيقة الأمر غير جاد في المضي قدما معك إلى النهاية .
ومن زاوية أخرى يميل البعض إلى نعت غيرهم بالخداع ممن تربطهم معهم علاقه أيا كانت ، ويتناسون انهم سمحوا لهم بخداعهم وذلك بالثقة المفرطه و عدم الاتزان في التصرف .
وكمثال لمن يعطي ولا ياخذ و ينسى انه انسان مستقل يستحق ألاخذ كما العطاء ، ينبغي أن ينظر لنفسه باحترام وإجلال لسبب بسيط وهو أن الله تعالى جعله (مخلوقا فريدا) كبصمة أصبعه لا يمكن أن يتكرر منه نسخة أخرى.
ولا يسمح لأحد بأن يتلاعب بمصيره أو حياته وفق اهوائه .
فالمراءة التي تضحي من أجل أسرتها و تعطيهم كل شي ولا تترك لنفسها أي حق لابد أن تعي انها تحرمهم أن يتعلموا ثقافة العطاء والإحساس، وتصنع للمجتمع أفرادا يتصفون بالانانيه، وتحرم نفسها بالتالي من تحقيق ذاتها الحقيقيه.
وفي النهاية تشكو من العجز و الجحود و قلة الحيله وأن الجميع كشفوا عن وجوههم القبيحه التي طالما إختبئوا خلفها ولكن في الواقع انها هي من كانت تخفي حقيقة أخرى لضعفها في الحصول على ما تريد من حقوق طبيعيه لها كبشر .
لتعيش سعيدا مطمئنا مرتاح الضمير .. أعط لنفسك تماما كما لو كانت شخصا آخر يستحق كل شي وجدير بحياة رائعه.
الاخصائيه الاجتماعية وعضو نادي الخدمه الاجتماعية منى الحربي