تملأ مساحات البياض كل أوردة هذا الوطن العظيم
( السعودية) الذي تمدد في كل شبرٍ من الأرض خيراً ونجدة ومروءة وبركة ، وأمضى كل الوقت يرسم في الأحداق لوحته الجميلة في كل مكان دون امتنان ، بل أخوة الإنسانية والإيمان.
إننا عندما نعود بكل فخر لنتذكر البدايات المشرقة لتكوين هذا الكيان العظيم وكل تلك التحديات والصعوبات التي واجهته فإننا ندرك سلامة المنهج والمقصد لهذا التكوين المبارك ، وندرك أيضاً قيمة ورمزية هذا الوطن الكريم لأمة بأكملها تتجه صوبه بأفئدتها كل يوم وتعقد عليه من الآمال ماهو جديرٌ به ...
ندرك أيضاً أن المستقبل يحمل أيضاً مهمات وتحديات عظيمة توازي تلك القيمة وتلك الرمزية التي تليق بوطن كوطني السعودية ، وهو أمرٌ يحمِّلنا واجباً كبيراً وعبئا ثقيلاً لنكون أهلاً لكل تطلع من أمة الإسلام في كل مكان .
إننا عندما نتوقف عند مناسبة اليوم الوطني فإننا نتأمل شاكرين لله أن وحد الكلمة وجمع الشتات لأناس كان قدرهم لمئات السنين الفرقة والتناحر وضياع الشأن ، فمنّ الله عليهم بوطنٍ هو خير الأوطان وبقيادةٍ هم أهل النجدة والعروبة والإيمان ، جعلوا همهم المسارعة للعلياء ودعْم كل أوجه الخير والبناء ، فبادلهم الشعب حباً بحب ووفاءً وولاء .
إننا عندما نجيل النظر حولنا نجد بحراً من القلاقل والفتن والحروب التي دمرت شعوباً بكاملها في حين أننا ولله الحمد نعيش استقراراً واطمئناناً يحسدنا عليه الجميع وماكان ذلك إلا بحفظ مولانا الكريم المنان سبحانه وتعالى الذي أكرمنا بخدمة حرمه وحاجه ومعتمره ، فكانت منه عز وجل الرعاية والتوفيق والأمن والأمان وماعند الله خيرٌ وأبقى ونحن بإذنه وتوفيقه له أبرّ وأتقى ...
إن اليوم الوطني ليس حالة عابرة واحتفاءً ليوم أوحتى أسبوع بل هو استعادة للحظات من الهدوء نركز فيه تفكيرنا بشأن كل ماقدمناه للوطن مقارنة بالمتوقع منا بذله من الجهد والعطاء ، فنحن في هذا اليوم ننظر للماضي نظرة تقييمٍ وفحصٍ لنتعلم ، وننظر للمستقبل بعين المتطلع لنتقدم .
ويا أيها الوطن العظيم بعظمة رسالة السماء والجميل بجمال سيد الأنبياء ، يامن خص الله فيك الأزمنة فجعل خيرها حجا ، ويامن خص فيك الأمكنة فجعل خيرها مقصداً ومحجا. فجمعت المجد من أطرافه في ماضيك وحاضرك والوعد عند الله في المستقبل لمن اتقى ، وفيك وفي رجالك قيادةً وشعباً المؤمل والمرتجى.
ويا أيها اليوم الكريم في الوطن الأكرم كل الدعاء لله ليُبقي وطننا كهفاً يأوي إليه كل محتاج ونبعاً للفضائل وصوتاً للحق مادامت الأرض والسموات .
وسارعي يابلادي للمجد والعلياء
ضيف الله بن علي الحازمي
مساعد مدير تعليم صبيا للشؤون التعليمية