أصبح الحديث عن إزالة أشجار القات من جبال فيفاء في هذه الفترة يأخذ طابع يكاد يكون أقوى من أي وقت سابق .
ومن الملفت في واقع الأمر أن الجهات المسؤولة تسعى لإزالة هذه الشجرة في أسرع وقت ممكن دون ما أي اعتبارات اخرى في حين أن المواطن يرغب في التعويض الذي يضمن له حياة كريمة خاصة ممن يكاد يكون لا دخل له أو معيشة لأسرته إلا من خلال مزرعته ، بين هذا وذاك يربض ملف متخم بالاحداث.
هذا الملف ليس وليد اللحظة بل إنه منذ تأسيس هيئة تطوير وتعمير جبال فيفاء والذي يكاد يزيد عن أربع عقود تقريبا .
هذه الهيئة التي لم يكن لها من أسمها نصيب مع الأسف فقد أخفقت في الألتزام بما عليها وتريد المواطن أن يلتزم بما عليه .
طبعا لا نريد أن ندخل في التفاصيل المعقدة التي أخذت عقود من الزمن تكاد تنحصر في الخطابات والاجتماعات والجان التي تعاقبت في هدر مئات الملايين التي خصصتها الدولة .
نعم الدولة التي تعاملت مع هذا الامر برؤية حكيمة مبنية على دراسات واستراتيجية منصفة ترتقي بفيفاء أرضا وإنسانا لو نفذت كما هو مخطط له لكانت دخلت فيفاء أبواب العالمية من حيث السياحة وإنتاج أفضل واندر المنتجات الزراعية في العالم
وكان سكانها لا يعرفون الوقوف عند ابواب الجمعيات الخيرية أو الضمان الإجتماعي لانتظار القليل مما قد تجود به تلك الجهات من عطاء محدود للغاية
وكانوا في حل عن الوقوف طوال أعوام مضت يستجدون الجهات الخدمية في تنفيذ ما كلفت به ولكن طارت الطيور وما بقي حتى الأثر
وكانت إستراتيجية الدولة مبنية على عدة نقاط من أهمها :
1- مصلحة المواطن من حيث توفير له حياة كريمة وخلق له فرص معيشية متنوعة مدرة للمال بشكل يعوضه عن فقد هذه الشجرة .
2- الدولة كانت تفكر ابعد من الجميع في بيئة وطبيعة المنطقة ومدى تأثير نزع هذه الكمية الهائلة من الأشجار على المنطقة وقاطنيها وخصصت دراسة وإعتمادات كبيرة لذلك لكن مع الأسف لم تكون تلك الجهات التنفيذية على مستوى المسؤولية وبددت الاعتمادات دون ما أي تنفيذ مدروس لو للتقدم خطوات إيجابية على الأرض فعليا عدا إجتهادت محدودة جدا لا ترتقي لكونها إنجازات
فلا مشروع مياه لري نفذ أو مشروع صرف صحي لكي يتم تهيئة المنطقة لزراعة البديل بعد إزالة هذه الأشجار على مراحل مدروسة واستمرت التركمات السلبية ألتي يهدر فيها المال ولا يجني منها المواطن إلا وعود تذهب أدراج الرياح خلقت الإحباط واخلت بالمصداقية بين المواطن والجهات التنفيذية ليأتي المجهول الإثيوبي أو اليمني الذي يدفع الكاش قبل أن يمد يده على أشجار المزرعة حيث يدفع مبالغ مغرية جعلت المحتاج يرتاح من عناء العمل ويستلم ما يتكفل بمعيشته هو وأسرته لعدة أشهر بينما المذعن لقرار إزالة الأشجار من مزرعته ولم يجد التعويض المجزي ولم يجد البديل عدا شتلات صغيره لبعض الأشجار التي تموت مع شح الأمطار وقد تحتاج لسنوات من العناية المدروسة التي يفتقد المواطن الخبرة في التعامل معها من حيث الري والتنقيح والسماد فأصبحت مزارعهم خاوية على عروشها تمثل لوحة مأساوية من الدمار الذي حل بها بسبب المتغيرات البيئية والطبيعية
والآن أصبح الأمر يقتضي إزالة الجميع لهذا الكم الهائل من مزارعهم والمواطنون في حيرة من أمرهم من خلال حبهم وولائهم لحكومتهم ومن خلال تبعات إزالة هذه الكمية الهائلة من الأشجار على بيئتهم خاصة وانها تمثل 90% من الغطاء النباتي في المنطقة دفعة واحدة فالعواقب البيئية تعتبر كارثية كيف لا والأنهيارات في موسم الأمطار تجتاح هذه الجبال وفيها مئات الألاف من الأشجار فكيف ستكون الأمور عند إزالتها ؟
حتى ولو كانت هذه شجرة “القات” فهي في نهاية المطاف شجرة لها ظل ولها جذور تساعد على تماسك التربة ولها فوائد بيئية كبيرة جدا لا يدركها إلا ذوي الاختصاص .
ومن المفارقات العجيبة حين تنفذ العقوبات الصارمة على مواطن يحتطب في صحراء خاوية مقفرة من شجرة يابسة بحجة الحفاظ على البيئة من التسحر وفي نفس الوقت يتم إزالة غابات شاسعة من الأشجار خضراء في وقت واحد ومن هو المتضرر اولا واخيرا ؟
المواطن يكاد يقتنع بأزالتها ولكن العواقب وخيمة وخيمة للغاية وستدفع عواقبها فيفاء أرضا وإنسانا والدولة ما كانت يوما تسعى لمثل هذه الخطوة الغير مدروسة لولا ثقتها في من أوكلت لهم مهام ذلك خلال سنوات أو عقود مضت مع سيل من الاعتمادات المليونية .
لذلك وحسب قراءة واقعية للمجتمع الغالبية لا يقف ابدا ضد إزالة هذه الشجرة ومنع المجهولين من العمل فيها ولكن ما زال يلتمس ويتأمل الا تنعدم الحكمة في النظر لأبعد من تحقيق إنجاز الإزالة كي يتم من خلاله ستر اخفاقات تلك الجهات في القيام بواجبها في عقود مضت على حساب طبيعة المنطقة وقاطنيها وفي نفس الوقت لا يكون المواطن شماعة وضحية لأخفاق تلك الجهات فعفة أنفسهم ودماثة خلقهم وحبهم وولائهم لا يعني أنهم يعيشون في ترف مادي قد يقارن بغيرهم في مناطق أخرى بل العكس تماما فمعظم هؤلاء يعانون من ضنك المعيشة مالله به عليم
فتكاليف المعيشة في هذه الجبال فاتورتها أضعاف مضاعفة عن بقية مناطق البلاد ناهيك عن شح فرص المعيشة وما سببها إلا تدني البنية التحتية العشوائية ألتي تمثل ثوب الفقير المرقع الذي يستره ولا يعينه لوعلى الوقوف كبقية الناس من حوله دون ما عوز أو خجل
فلطفا بفيفاء وأهلها كونها تلبس حلة الجمال ليستر الاوجاع والآلام التي تعانيها فلا تخلعوا حلتها السندسية فتهتكوا سترها وتزيدو معانات أهلها الذين يعيشون بين الولاء والعناء .
التعليقات 9
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
واحد من الناس
06/02/2017 في 6:05 ص[3] رابط التعليق
نتمنى إزالته عاجلا غير آجل ليس منه الا ضياع الوقت والمال الصحة
خولان
06/02/2017 في 6:29 ص[3] رابط التعليق
لافض فوك يالاعلامي يزيد الفيفي
طالع الفيفي جده
06/02/2017 في 7:04 ص[3] رابط التعليق
الكاتب الاعلامي المبدع ابو هاني🌹 كأن يده على القرطاس جناح طائرسريع البنان بديع البيان لا يحبس
عنان قلمه حسبت ألفاظه در السحاب أو أصفى قطرا وديمه جميل جدا هذا المقال تحياتي لك 🌻🌻🌹🌹👏🏻👏🏻👍🏻
سالم جابر الفيفي
06/02/2017 في 8:02 ص[3] رابط التعليق
مبدع والله مبدع هذا الكاتب ، صح لسانه وسلمت يمانه ، بالفعل والله فيفاء مهضومة ومظلومة جدا
من المسؤلين بالمنطقه ولانعرف ماهوالسبب ؟ أن بعضهم ينقلون لولاة الأمر تقارير مغلوطه يستدرون بها الملايين تلوى الملايين من الدولة لمصالحهم الشخصية لأنهم يعرفون هؤلاء المسؤلين إهتمام الدولة وحرصها بمصلحة المواطن وخاصة أبناء هذه الجبال النائيه والحدودية ( جبال فيفاء ) لذلك الدوله رعاها الله أوجدت هيئة لتطوير وتعمير فيفاء ولم يسمع بمثل هذا المسمى الكبير والمبهج والمُفرح للمواطن وللأبناء فيفاء ،
حقيقة لم نسمع بهيئة التطوير من قبل إلا في الحرمين الشريفين ، والعاصمة الرياض ، وكذلك هيئة تطوير وتعمير فيفاء ، وهذا يدل دلالة ثابتة حرص ولاة أمرنا رحم الله من مات منهم وحفظ الله الباقين وأمد في أعمارهم ، هذا الحرص الواضح على إسعاد المواطن أينما كان وخاصة أبناء هذا الجبال الجميلة والعزيزة والغاليه عل الدوله رعاها الله ، ولكن والله خابة الآمال إلا من الله وولاة الأمر وتلاشة وتناثرت الظنون في المسؤلين الصغار بالمنطقة وفي هذه الهيئة التي ليس لها من إسمها نصيب ، هدف بعض المسئولين في التطوير وفي المنطقه لأسف الشديد هو إبتزاز الدولة والتكسب من هذا المسمى الرنان والإساءة للمواطن الفيفي المخلص والمحب والموالي للدولة حتى ( النخاع ) ، وإظهاره أمام المسئولين الكبار كأمير المنطقة ووزارة الداخلية وولاة الأمر بأنه عاصي وغير متجاوب ولامتعاون ، وهذا إسفاف وظلم وإجحاف في حق أهل فيفاء عامة كبارا وصغارا نساء ورجالا ، فأهل فيفاء كماهو معلوم لدى الجميع ولدى ولاة الأمر من أوائل القبائل التي عاهدة الملك/ عبدالعزيز قبل توحيد المملكة،، أيام حكم المؤسس لنجد والحجاز وما جاورهما طواعية وبإقتناع ، ولن نحيد عن هذا العهد الذي توارثناه منذو الجدود وسوف نبقى عليه إلى ليلة المحشر حتى لولم يبقى من آل سعود إلا إمرأه ، لسنا بصدد التحدث الآن عن ولاء ووطنية أهل فيفاء المتغلغلة في دمائنا وتشربناها مع لبن إمهاتنا ، ولكن مايقوم به بعض المسؤلين في التطوير وبعض المسؤلين الصغار بالمنطقة عن قصد أوعن غير قصد ، هو تشويه شبه متعمد لصورة المواطن في نظر الدولة ولصورة الدولة في نظر المواطن الفيفي ، ولكن هيهات أن يتحقق لهم مآربهم وأهدافهم ، ولدينا سيدنا ومولانا / سلمان الحزم والعزم والعدل ، وأميرنا المحبوب والمخلص / محمد بن ناصر حفظه الله والذي بحق نقل منطقة جازان نقلة نوعيه كبيرا جدا تضاهي كبريات المدن كجدة والشرقية بكل إخلاص وتفاني ، لاينكر ذلك إلا جاحد أو مغالط ،
رغم هذه القفزة الحضارية بالمنطقه إلا أن فيفاء خاصة والقطاع الجبلي عامة لم يشمله إلا فتات الفتات من التطور والعمران بسبب التعتيم المتعمد والتقارير الكاذبة ، فقد قامت مدن وشيدة قرى وهجرفي كافة أنحاء الوطن ولازالة فيفاء كما عهدناها منذو أكثر من ربع قرن ،
لم تحضى أيام الطفرة والمشاريع العملاقة بشيء حتى طريق المليار ومستشفى فيفاء المركزي لم يروا النور وغيره من المشاريع التي نسمع عن إعتمادها ولانراها على أرض الواقع ، فلازال الإسفلت نفسة ماتغير ولاتجدد ولامصدات ولاترقيع من ذو إنشاءة في عهد الملك / فهد رحمه الله ، وكل طرق فيفاء والكثير من المصالح الحكوميه إن كانت هناك بعض المصالح الطفيفة فقد إنشاءة في أملاك المواطنين وعلى حسابهم كالطرق والإتصالات وأبراج الكهرباء والأعمدة والترنسات ،
ولم يعوض مواطن واحد كما يعوض في باقي مناطق المملكة الحبيبة ، أما موضوع إزالت القات فنحن لن نرفض أي أوامر من ولات الأمر نهائيا لو يأمرون على رقابنا وأولادنا وبيوتنا وكل مانملك فنحن سامعين مطيعين ولا لنا أي إعتراض ولانقاش ، فقط نأمل أن يعطى المواطن حقه في التعويض ولايقطع رزقه ، لأن حكامنا لن يرضوا بقطع الأرزاق أبدا حاشاهم ،،،
منير الفيفي
06/02/2017 في 9:41 ص[3] رابط التعليق
الله يعطيه العافية كلام جميل
..
06/02/2017 في 5:25 م[3] رابط التعليق
اتوقع انو كتب تي المقاله وها مخزنن ومسوي لي فيلسوف زمانه خلو الناس تخزن مال خيرن ماقد سمعت انو بو واحدن ماته من تخزينه واللي يشترون امقات سا ؟؟؟؟؟؟؟ اللي يطلعون للمجبل ولا م اهل امجبل بكل واحد معو قاتن في بلدو بلاش نضحك على بعض ونسوي فيها يعنيني خطيرين وبنكتب ونرسل معاريض واخر امليله نشرت تدور لشا للعودين وخزنت
احم فرحان الفيفي
06/02/2017 في 7:59 م[3] رابط التعليق
رحم لله من فرس وغرس
يعلم لله لقد ضرى حدن ام قات
العبدلي الفيفي
06/02/2017 في 8:13 م[3] رابط التعليق
انتم ترون ولله لو يزال امقات من امجبل انو ويدخل امقات اميمني ويسبب خساره اكثر
ملاحظه:ساهيجه ماله خيراااا
أبو أبان الفيفي
07/02/2017 في 6:51 ص[3] رابط التعليق
بسم الله و الصلاة و السلام رسول الله و بعد ..
أولا .. لافض فوك أخي يزيد ع هذا المقال الرائع و العنوان الواقعي الجميل الذي يحتصر الكلام ..
ثانيا .. الحل ليس في إزالة شجر القات ولكن في تقنين انتشاره و التعامل به .. بمعنى يكون المنع مثلا من الخزان أثناء قيادة السيارة في الجبل أو حمله في السيارة يعني من يريد التخزين يخزن في بيتو و لايشغل حدن ..
ثالثا .. بعد الوعود الكاذبة تبين لبقية مزارعي القات ان التطوير لاتفي بوعودها مما أدى بهم إلى الامتناع عن ازالة شجر القات ثم يقولون إن لنا لعبرة في الذين أزالوا القات من قبلنا ..
رابعا .. أرى إذا في إزالة فيخيّر الشخص وخاصة كبار السن فيعطى معاوضة و يزاد له في ضمانه بنسبة معينة لأن أغلبهم لا رزق لهم الا من القات و التعويض المنقطع لايغني ولايسمن من جوع و قد قيل قطع الرؤوس ولا قطع الارزاق ..!
خامسا .. فيفا محافظة حدودية و ازالة القات منها جبريا أو بالوعود الكاذبة نتائجه وخيمة خاصة و المنطقة تعيش هذا الوضع الأمني الخطير و الأعداء يتربصون بنا الدوائر و المملكة بحكومتها تسعى لتكون لحمة واحدة مع الشعب ولا أظنها تسعى لغير ذلك ..
سادسا .. الموضوع بحاجة إلى تدخل شيخ الشمل و مشايخ فيفا لوضع النقاط ع الحروف وعدم السكوت فالسياسة كانت فيما مضى بالسكوت أحيانا أما اليوم فاللسان و العقل هما السياسة و قلمك هو سلاحك إن لم تكن ذو عقل ناضج و لسان بارع و قلم لاذع فلن يكون لك قيمة في ساحة المناورة! !
وبالله التوفيق …