انطلقت مساء الاثنين 22 يناير 2018 النسخة الـ 11 من مهرجان الأفلام الأسيوية بجدة , و الذي ينظمه نادي القناصل الأسيوية التابع لقنصليات 13 دولة أسيوية بجدة .. وهي ( إندونيسيا , كوريا الجنوبية , اليابان , الصين , بروناي , ماليزيا , سنغافورة , تايلند , بنغلاديش , سيرلانكا , الهند , الفلبين , وباكستان ) .
انطلاقة المهرجان كانت من قاعة ( نوسانتارا ) بمقر سكن القنصل العام الإندونيسي في حي الاندلس بجدة , بحضور قناصل الدول الثلاثة عشر , وعدد من قناص الدول الأوروبية والأمريكية , وممثل عن إدارة هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة مكة المكرمة , وعدد من الاعلاميين والصحفيين السعوديين .
هذا وسيكون هناك عرض مسائي يومي لفيلم سينمائي , تقدمه كل دولة يوميا , من الدول الثلاثة عشر , يعرض في مقر قنصليتها , ويتحدث كل فيلم عن جوانب ثقافية واجتماعية وإنسانية للدول المشاركة .
وبالنسبة للفيلم الإندونيسي , والذي يعرض في أول يوم من أيام المهرجان , فقد حمل اسم ( غرق سفينه فان دير ويجك ) والمقتبس من كتاب للمؤلف والكاتب الإندونيسي الشهير ( عبد الملك كريم أمر الله ) والذي يحمل نفس اسم الفيلم , و يروي الفيلم قصة حب نشأت بين الشاب ” زين الدين ” من مدينه ” ماكاسار ” و الفتاة ” حياتي ” من جزيرة سومطرة الغربية .
ففي أحد الأيام زار الشاب سومطرة باعتبارها مدينة والده , وهناك تعرّف على الفتاة الجميلة , ونشأت بينهما قصة حب , لكن لم يكتب لذلك الحب أن يستمر , بسبب الفوارق المادية والاجتماعية بينهما , حيث أن الفتاة من أسرة غنية , ولعائلتها مكانة اجتماعية مرموقة , على عكس الشاب زين الدين الفقير والمتواضع المكانة الاجتماعية .
وعندما علم أبوا الفتاة بذلك الحب , لم يوافقا عليه , وأجبرا الفتاة على الزواج من شاب أخر هو ” عزيز ” الذي كان في نفس مستواهم العائلي الاجتماعي والمادي , و شعر الشاب ” زين الدين ” بالإهانة والحزن والغضب .. ثم غادر المكان مهاجرا إلى جزيرة جاوه , وبدأ يكتب الروايات والقصص والكتب , حتى صار كاتبا مشهورا , يقرأ له الكثير من الناس .
ثم في إحدى المرات وهو يستقل سفينة كانت متوجهة إلى سومطرة , وخلال ركوبه في السفينة , كان هناك مسرح أوبرا داخلها , وفي تلك اللحظة شاهد وسط الحاضرين بالصدفة الفتاه حياتي مع زوجها عزيز , و بدأ قلبه يخفق لها , متذكرا أيام الحب الماضي له معها , وصار ينظر لها بلهفة وشوق
لكن حدث مالم يكن في الحسبان , فقد جنحت السفينة فجأة حتى غرقت في عرض البحر , ومات معظم ركابها بما فيهم الشاب والفتاة وزوجها .
وعلق سعادة القنصل العام الإندونيسي بجدة , د . ” محمد هيري شريف الدين ” على المهرجان وعلى الفيلم الإندونيسي , بقوله : ” ان هذا الفيلم يعالج قضية اجتماعية مهمة , وهي العمل على محاربة التفرقة الاجتماعية , تلك التي تقسم المجتمع إلى طبقات , وتمايز بين الناس , وهو مالا يتفق مع الوعي الحضاري , في حين أن الواجب ألا يكون النسب ولا المكانة المادية هي التي تقسم الناس إلى طبقات , داعيا إلى أن تكون العلاقات بين أفراد المجتمع متساوية , وتلك هي رساله الفيلم الإندونيسي الذي قدمناه في مهرجان هذا العام 2018 ” .
وأضاف القنصل العام الإندونيسي د . شريف الدين قائلا : إنني أعبر عن سعادتي بحضور القناصل والاعلاميين والجمهور لمشاهدة الأفلام الأسيوية عامة , والفيلم الإندونيسي خاصة , منوها بالتعاون القائم بين القناصل والقنصليات لنجاح هذا المهرجان السينمائي السنوي .