في الثلاثة العقود الأخيرة ازدادت معدلات السمنة الى الضعف عالمياً، و اصبح العدد متزايد بسرعة كبيرة في العديد من الدول، و تقدير الزيادة يعتمد على حسابات مؤشر كتلة الجسم الذي من خلاله نعرف مستويات السمنه، و ذلك بحساب مؤشر كتلة الجسم عن طريقة نسبة وزنه الى الطول .
من هذا المُنطلق قررت الطالبتين عائشة المالكي و بسمة الفيفي بإجراء دراسة تحت إشراف الدكتورة
وفاء محمود .
فقد قُمن بإجراء الدراسة على ٩٠ شخصاً قُسّموا إلى ٤٥ ذكوراً و ٤٥ إناثاً تتراوح أعمارهم بين ١٩ إلى ٢٥ سنة .
فقد أخذن كل شخص و استخدمن له جهازاً لقياس اتزان الجسم في حالة الثبات و الحركة .
ووجدن بذلك أن المجموعة الثالثه ( مصنفة بالسمنة ) لديها اتزان أقل في حالة الثبات و الحركة، وهذا يؤدي إلى زيادة في معدل الترنّح، مقارنة بالمجموعة الأخرى ( مصنفة إلى مجموعة الأوزان الطبيعية و مجموعة الوزن الزائد ) .
و استنتجن من ذلك أن السمنة تؤثر على عضلات الجذع و تُضعفها و قد تؤدي الى صعوبة في الحركة أكثر من الأشخاص ذو الأوزان العادية نظراً لتراكم الدهون عليها، فتأخذ عضلات البطن الأمامية النصيب الأكبر من نسبة تراكم الدهون ثم تليها العضلات الجانبية ومن ثم عضلات الظهر .
و ترجع النتيجة أيضاً إلى قوة العضلات الغير متساوية في منطقة الجذع، فإن الجسم يترنّح كتعويض لقلّة قوة العضلات و تحملها .
تمّت المقارنة أيضاً بين زيادة مؤشر كتلة الجسم بين الذكور و الإناث ووجدن أن الذكور لديهم نتائج أفضل من الإناث في حالة الإتزان، و يرجع السبب لطبيعة الذكور في الحياة أن لديهم نشاطاً أكبر من الإناث، لذلك فقد كانت عضلات الجذع لديهم أكثر قوة و تحمل .
و ترجع أهمية هذه الدراسة لتخصص العلاج الطبيعي و أنه يجب استخدامها في تأهيل إصابات الأطراف السفلية و آلام أسفل الظهر و إصابات الملاعب، لأن ضعف عضلات الجذع تسبب آلاماً في أسفل الظهر وتتراوح فترة العلاج في ذلك .
و تكمُن أهميتها أيضاً في تقييم حالة عضلات الجذع للأشخاص اللذين يعانون من آلام أسفل الظهر .
فقد تم اعتماد الدراسة من قِبل عمادة البحث العلمي بجامعة جازان، و قد شاركن بعرضِه في ملتقى ” باحث ” بجامعة الملك خالد وملتقى الطلاب الثامن للأبحاث بجامعة جازان، و قد أخذت دراستهن ” المركز الثالث ” في مجال الأبحاث العلمية و الصحية وتم نشرها في كتيّبات الملتقيات أيضاً .
من هنا تتمنى الباحثتين نشر الدراسة التي قُمن بها في مجلات و مؤتمرات دولية، و اعتمادها في تخصص العلاج الطبيعي ضمن تقييم الحالات الخاصة بمشاكل الظهر و الأطراف السفلية .
سائلين المولى عز وجل أن ينفع بما قدمنه المجتمع و الوطن .