فهد الشيخ
ماالمدينة التي نحتاج وكيف سيبدو مستقبل مدننا السعودية ؟!.
لتكاملية بين التخطيط والتصميم الحضري والإحاطة بجميع المتغيرات وجمع المعلومات ووضع اهداف وفق استراتيجيات ورؤى مستقبلية لحجم وشكل المدينة بالمرونة الكافية هي المفتاح السحري لجودة البيئة الحضرية وله آثر إيجابي مميز وشامل على مجالات الحياة المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية أي استدامة المكان ، فجودة البيئة الحضرية هي الحكم الفيصل على قيمتها السوقية والعقارية وما ينتج عنها من مخرجات كـسياسات تنموية او تصميم للمشروعات المختلفة او قرارات الاستثمار بمبدأ العرض والطلب وهذا ما يؤكد ان البيئة ذات الجودة العالية تكون قيمتها ايضاً عالية قيمة المكان ترتبط بجودة المكان.
ومن هنا لم تعد تقتصر سياسات حكومات الدول الحضرية في توفير المسكن الملائم فقط بل ادركت الحكومات دور عمليات التطوير والتحديث في تهيئة بيئات حضرية مزدهرة ، وبذلت جهود عدة سوآءاً بمجهوداتها الذاتية ووفق ما لديها من موارد وامكانيات او بمساعدة من المنظمات الدولية كبرامج الامم المتحدة الإنمائية التي تهدف لمساعدة الحكومات في تنمية اقاليمها وبلداتها.
وفي المملكة العربية السعودية العديد من سمات الجودة الحضرية التي قد تكون سانحة لتحقيقها خصوصاً وان هنالك رؤية للمملكة 2030 وبرنامج التحول البلدي والتي تستهدف تحقيق الهدف رقم (11) من اهداف التنمية المستدامة العالمية للأمم المتحدة (UN SDG) والمتمثل في تحويل المدن الى مدن شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة ، وفي ظل النمو الذي تشهده المملكة حضرياً والتطور العمراني السريع جراء النمو السكاني والاجتماعي والاقتصادي في البلاد وما نجم عنه من زيادة في اعداد المدن السعودية التي بها بلديات حيث بلغت 285 مدينة ، فقد قامت وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) بتنفيذ برنامج ” مستقبل المدن السعودية ” لـ 17 مدينة سعودية بهدف تحقيق التحضر المستدام عبر الاهتمام بمجالات تدعيم الإنتاجية في مجالات الحياة المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمدن ، وتحسين البنية التشريعية والمؤسسية في الشأن العمراني وتخطيط وتصميم البيئة الحضرية وادارتها ، وتمكين افراد المجتمع ليصبحوا لبنة فعالة وعنصر تغيير وتحول من خلال اشراكهم في مبادرات التنمية الحضرية في النطاق المحلي ، وتحقيق البيئة الجيدة ذات الاستدامة ، وتوفير البنية التحتية في الكيف والكم ، وتعزيز حياة مثلى للسكان وقاطني المدينة ، إذ ينبغي على صناع القرار العمل على تنمية حضرية للمدينة التي نحتاجها وفق مفهوم قيمة المكان بفكرة جودة المكان.
المهندس فهد بن عبدالسلام الشيخ
عضو متعاون بوحدة أبحاث الإسكان السعودي ماجستير تنفيذي قسم التخطيط العمراني ،كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود.