عبدالرحمن عثمان كنبيجه
وقف أبناء الوطن الأشاوس من العسكريين صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص وهم يحملون أرواحهم على كفوفهم ويقدمونها فداءً للدين وأرض الحرمين ضد الإرهاب وضد أعداء الوطن وقد قدموا أروع وأغلى التضحيات بدمائهم الحمراء الزكية لحماية الوطن ورايته الخضراء لينعم الوطن وأهله وساكنيه ومقدساته بالأمن والأمان ومن أولئك الأشاوس من قضى نحبه . نسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل من استشهد منهم ويجعل مسكنهم جنة الفردوس ويحمي من بقى منهم وينصرهم على أعدائهم .
وعندما يخوض الجنود المعارك والحروب فهم أكثر ما يفكرون به كيف تعيش أسرهم من بعدهم وخاصة الأبناء منهم إن كانوا صِغَارًا . وإذا كان الإسلام يدعوا إلى كفالة اليتيم ورعايته والإحسان إليه حتى وإن مات أبوه على فراشه فكيف بمن استشهد أباه في سبيل الله وفي حماية الدين والوطن ومقدساته.
إن استشعار ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله بمصاب أهل الشهداء وبما يأمرنا به الإسلام جعله ذلك يقول في مقابلة خاصة مع أسر شهداء الواجب ما نصه ( أن راح منكم أب أو أخ أو ابن ترى الملك وأنا وكل الشعب السعودي محله وواجبنا أن نكون جزء من أسرة كل شهيد قدم روحه في حماية الوطن ومقدراته وأمنه ومقدسات المسلمين.وحنا يا أهل المملكة العربية السعودية قبائل وأقاليم عشنا بكرامة وعز طول حياتنا ولم نتعود على النقص ولا على الإهانة ) . هذا الخطاب قد أثلج صدور أسر الشهداء وأزاح الهم عن قلوبهم وهذا حق . فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان .
إن الدماء الحمراء التي تجري في عروق الطفلة (صالحة) والطفلة (وسن) والطفلة (مريم) هي نفس الدماء التي جرت في عروق آبائهن الشهداء (عمر, ماجد , عبدالجواد) رحمهم الله تلك العروق التي ارتوت في حب الوطن وانسكبت دمائها على أرض الوطن دفاعا عن الوطن ورايته الخضراء وهي نفس الدماء التي كونت ذلك الخط الأحمر الذي لايسمح لأي كائنٍ مهما كان أن يتخطاه ليصل إلى قلب الوطن الذي تمتد شراينه إلى قلب الملك سلمان الذي هو والدنا جميعًا وولي أمرنا وقد بايعناه وولي عهده على السمع والطاعة في المنشط والمكره .
في حفل سباق الوفاء للشهداء الذي أقامته وزارة الداخلية بجدة بمشاركة أبناء وبنات الشهداء تكريمًا لهم وتخليد لذكرى آبائهم وما قدموه من تضحياتٍ تحت رعاية وزير الداخلية هو وفاء من الأوفياء لمن يستحق الوفاء . ولكن في قلب كل مواطن غصة لما حصل في الحفل من إساءة للطفلة (صالحة) ابنة المواطن الصالح والشهيد (عمر) من قبل ذلك المصور المشهور ليس لأنها ارتكبت جرمًا ولكن لأنها لم ترق له بسبب لونها الاسمر مكررًا إسائته لطفلة أخرى وأيضًا بسبب لونها الأسمر . فليترك كل عنصري عنصريته في داخله فهي تدمر ولا تعمر وتهدم ولا تبني . لقد صفق الوطن بأكمله للطفلة (صالحة) ما عدا من كانوا حاضرين ودعوا لوالدها بالرحمة على منابر المساجد هو ومن استشهد ذودًا عن الوطن .
إن المناسبات الوطنية والحفلات المخصصة لفئات معينة في المجتمع يتم تنظيمها لزيادة اللحمة الوطنية وتماسك المجتمع ليشد بعضه بعضًا ويجب أن يتم اختيار أشخاص معينين لإدراتها والمشاركة بها من الذين يستشعرون مقاصدها وليست لكل من هب ودب من صغار العقول ونظرتهم التي لا تتعدى أبعد من أرنبة أنوفهم وسواد قلوبهم .
حفظ الله الوطن وأعز الله ولاة أمرنا وبارك الله في وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود الذي أمر بالتحقيق في الموضوع ونرجوا من الله أن تتم محاسبة من قام بالإساءة لفئة ليست غالية علينا فقط بل نحن مدينون لهم بعد الله بما تنعم به المملكة العربية السعودية من الأمن والأمان .