أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على عمق العلاقات الاستراتجية التي تجمع البلدين، لافتين إلى أنهما مستمرين في تعزيز التعاون بينهما.
ووصف الشيخ محمد بن زايد زيارة الرئيس الروسي للإمارات بـ “التاريخية”، موضحًا أنها “تجسد قوة العلاقات بين البلدين”.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروسي: “نتطلع إلى تعزيز العلاقات بين الإمارات وروسيا في جميع المجالات التي تخدم الدولتين، (…)، ونرحب ونثمن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الستراتيجية”.
ورحب بالرئيس بوتين، متمنيا أن تحقق زيارته أهدافها المرجوة في دعم العلاقات الإماراتية – الروسية، ودفعها إلى الأمام في المجالات المختلفة بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
وتطرق ولي عهد أبوظبي إلى الرحلة التي أجراها الرائد الإماراتي هزاع المنصوري إلى الفضاء، قائلا: “أشيد بالدعم الروسي في المهمة التاريخية لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري”.
من جانبه، أكد بوتين على أن بلاده مستمرة في تعزيز التعاون مع الإمارات، مشيرًا إلى أن علاقات البلدين تشهد تطورا مستمرا.
وشدد بوتين على أن بلاده والإمارات تنسقان بشأن القضايا الرئيسية المطروحة على الساحة الإقليمية والدولية، وخصوصا سورية وليبيا واليمن والوضع في الخليج.
كما نوه بأن هناك “حوارا سياسيا غنيا ومنتظم بين روسيا والإمارات”، وأكد على “التنسيق المستمر بين البلدين بشأن تطورات المنطقة”.
وقال: “لا تزال العلاقات الروسية الإماراتية تتطور بنجاح وبطريقة ودية وبناءة… حيث تتوسع العلاقات في المجالات الثقافية والاقتصادية والإنسانية، ويتم الحفاظ على التنسيق الوثيق بشأن القضايا الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال العالمي والإقليمي، وقبل كل شيء، في سورية وليبيا واليمن والوضع في الخليج”.
وكان الشيخ محمد بن زايد كتب على “تويتر”، باللغة العربية والروسية والإنكليزية: “أرحب بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين ضيفاً عزيزاً على الإمارات وشعبها… زيارة تاريخية تجسد قوة العلاقات الإماراتية – الروسية… ماضون معاً نحو تعزيزها على المستويات كافة لمصلحة بلدينا الصديقين”.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد، الرئيس الروسي في مطار أبوظبي، ثم توجها إلى قصر الوطن الرئاسي، الذي أقيمت فيه مراسم استقبال رسمية للضيف، واستضاف جلسة محادثات روسية – إماراتية بمشاركة وفدين كبيرين من البلدين، ليعقد بعد ذلك الزعيمان محادثات ثنائية.
وناقش الجانبان مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك في إطار الشراكة الستراتيجية التي وقعها البلدان في يونيو 2018.
وشهد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مراسم تبادل اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والبيئية، والتي تستهدف تطوير الشراكة الستراتيجية وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات. وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، قد ذكر أن المحادثات التي تستضيفها أبوظبي ستركز على مسائل التطوير اللاحق للتعاون الثنائي في القطاعين التجاري الاقتصادي والاستثماري، وتبادل الآراء حول القضايا الحيوية الدولية والإقليمية.
وأضاف أن الجانبين سيناقشان “مكافحة الإرهاب والتسوية في سورية وليبيا واليمن، والأوضاع في الخليج”، لافتا إلى أن “القضية المحورية على أجندة المحادثات هي التعاون التجاري الاقتصادي”. من جانبه، قال صندوق الاستثمار المباشر الروسي إنه وقع عشرة اتفاقات استثمارية تتجاوز قيمتها 3. 1 مليار دولار، مع شركاء من الإمارات، بينهم شركة “مبادلة” للاستثمار.