
بقلم الكاتب الأستاذ جابر ملقوط المالكي
الجبال أوتاد الأرض، سيولها تحيي سهولها، ممتازة أجواؤها، وارفة أفياؤها، والرجال جبال البشر، كم من رجل فاق جبلا، وحقق أملا، وأقام دولا، كم من راحل كان حياة من حواليه، إن نصوه شورا أصاب، وإن نخوه أمرا أجاب، هو الفقد إن بكينا، والحزن إن فرقنا، لا غرو إن جال دمع، واهتز سمع، وارتبك جمع، فالفقيد المئوي الشيخ/
(مشعوي بن حواس المعلمي الغزواني)
ناطح السحاب، وامتلك فصل الخطاب، وقارع الصعاب، خدم قبيلته
ومحافظته ومنطقته ووطنه(٧٥)عاما، كان فيها عون أبيه، وتلميذه النبيه، فلما اشتد ساعده سلمه الأب أمانة (المشيخة)فاتخذ الأمانة سلما
والإخلاص معلما، وطاعة ولي الأمر منذ فجر (المؤسس)أمرا محكما
والتعاون قرارا مبرما، فمضى رابط الجأش، واثق الخطوة، طاف الجهات قاضيا حكيما، وباذلا كريما، ومصلحا حليما، وفاصلا فهيما، سابق الغيث عطاء، والضوء مضاء، والريح أنباء، أرخص ماله، وأتعب حاله لم يعبأ بما ناله، فما يهم الوطن أولى، وما يخدم الملة أعلى، وما يخدم القبيلة أسمى، تقدم الصفوف، وأكرم الضيوف، وأنفق مئات الألوف، فكان شيخا خارج المألف، منح (١٥) مشروعا حكوميا أرضه، وخطت الأسلاف والأعراف أضواء وجهه،بذ الخصوم بحنكته، وأسكت العاذل بحجته، وبعد مسيرة طرزها الذهب، وتناقلتها العرب، وهب ابنه(هادي) أمانة جده، ووقف معه ناصحا وموجها ومعينا بقية حياته، لم يقف عند حد، وما يفزعه مد، ولا أطاح به شد، حتى وافاه اليقين، وباغته الحق تاركا عطره ساريا في الوجود، بأمر الله ثم آل سعود.
يرحم الله هذا الفقيد، ويتقبله في الصالحين، ويحسن العزاء فيه
لأهله وذويه، ولكل (بلغازي)وللمحافظة الحالمة العيدابي، وللمنطقة والوطن،
” إنا لله وإنا إليه راجعون”.