لمواسم الخير نفحاتها العظمى والتي تفيض بسعدها وغيثها على أهلها ببعض مافيها من بشائر وإحسان، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جواداً كريماً في كل أوقاته وكان أجود مايكون في رمضان، ومن هذا المنطلق وتأسياً بالرسول الأعظم عليه صلوات الله وسلامه، أطلقت بلادنا الحملة الوطنية للعمل الخيري التي دشنتها قيادة وطننا الجميل ممثلةً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وولي عهده الأمين صــاحــب الــســمــو الــمــلــكـــي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وتفاعل معها الشعب السعودي الكريم بكل روح ساميةٍ، ذلك الشعب الذي كان وسيبقى صنو قيادته كرماً وخيراً وبراً وإحساناً.
إن هذه الحملة تترجم الروح الإسلامية والأخلاق العربية، التي تتسم بها قيادتنا المباركة وشعبنا المعطاء، الذي يتشارك مع العالم همومه وقضاياه بفعالية بعيداً عن المزايدات، مُحدثا الفرق في حياة الناس من خلال العمل الإيجابي الذي يتسم بالشمولية والعمق الذي يعالج ويشفي بإذن الله تعالى مكامن الداء والاحتياج، ويأخذ بأيدي جميع من يصل إليهم من المتألمين إلى واحات الأمل والطمأنينة والسلام.
إن هذه الحملة المباركة وهي تصحب هذا الشهر الكريم في رحلته الميمونة يزيد ربحها كل يوم وتنمو بركتها كل لحظة، حتى تصل ذروتها في ختام هذا الشهر، لتكون فألا سعيدا لكل من وصلت إليه في كل مكان نأى أو قَرُب.
إن قيادتنا وشعبنا يتألمون لما يحدث للإنسان في كل مكان سواء ممن تأذى بالكوارث الطبيعية، أو ممن كان سبب أذيته أخوه الإنسان، أو ممن عثرت به الحياة، فتجدهم وعبر قنوات راقية من المؤسسات الوطنية مثل منصة إحسان وعدد كبير من المؤسسات والجمعيات الأهلية الخيرية في الداخل، أو عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الخارج، وكلاهما يمثلان المحضن الحقيقي لكل الجهود السعودية قيادة وشعبا، ويمثل الحالة المنظمة للنجدة الإنسانية التي وصلت للأصدقاء والأشقاء، ولم تستثن حتى البعض ممن أمعن في الأذى بمقاله أو بأفعاله.
سنبقى أوفياء لمنهج الله الذي نثق بوعده العظيم كما قال في كتابه الكريم «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» (البقرة: 274).
والحمدلله أننا أبناء ونبت هذه الأرض بتاريخها وهويتها التي تغلغلت في شرايننا روحا خالدة نثري الحياة ونسمو بها ونمد أيدينا للعالم في شراكة فعالة صادقة قوية تعين وترفد وتساند ولا تتوقف أبدا، فقدر بلادنا أن تكون في حالة اصطفاء دائم، راعية للفضائل، ناشرة للجمال في كل مكان تصل إليه فدام عزك ياوطني ودمت لكل المتألمين بلسما وشفاء.