
“كل الطرق تؤدي إلى الرياض”.. لم تكن مجرد عبارة أدلت بها صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، بل توصيف دقيق لمعادلة العالم اليوم، حيث تتحوّل العاصمة السعودية إلى وجهة الزعماء، ومنصة لاجتماع القرار، ومحور ارتكاز التحولات السياسية والاقتصادية الدولية.
العبارة جاءت متزامنة مع وصول الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب إلى الرياض، في زيارة أثارت اهتمام المحللين ودوائر الإعلام، وأعادت تسليط الضوء على الثقل الدولي الذي باتت تمثّله المملكة في خارطة العالم الجديد.
ليست المرة الأولى التي تستقبل فيها الرياض زعماء العالم، لكنها من المرات النادرة التي يبدو فيها المشهد السياسي وكأنه يعيد تموضعه بالكامل حول المملكة. التحالفات تُختبر، والمصالح تُعاد صياغتها، ومركز القرار أصبح في قلب الجزيرة العربية.
تصريح الأميرة ريما لم يكن توصيفًا جماليًا، بل كشفًا لحقيقة بدأت تظهر بوضوح:
الرياض لم تعد محطة في جدول أعمال الزائرين، بل باتت هي “الجدول” الذي تُعاد على أساسه صياغة العلاقات، ورسم السياسات.
زيارة ترامب، واستقباله من قِبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لم تُقرأ فقط كبروتوكول سياسي، بل كمؤشر على بوصلة النفوذ، وعلى مكانة السعودية كلاعب رئيسي لا يُمكن تجاوزه في الملفات الكبرى: من الطاقة إلى الأمن، ومن التحالفات العسكرية إلى الأسواق العالمية.
والرسالة التي حملها تصريح الأميرة ريما – ببساطة – هي أن الرياض اليوم ليست فقط منارة، بل بوابة عبور حتمية لمن أراد أن يكون ضمن خريطة التأثير العالمي.