
الله الله ما أجمل هذا الصباح مع هذه القصيدة الرائعة واللحن الشفيف ، من فن ( العزاوي ) كما أعتقد من منطقة جازان الحبيبة.
الله الله
كيف حلق بي هذا الصوت واللحن فوق شغاف روحي التي طارت الى ملكوت الجمال ، وحدائق اللوعة ، وبهاء الأمكنة ، وبياض الأزمنة !
شعرت أنني الوحيد في الأرض الذي تصعدت روحه حتى أصبحت وحيدة في عزلة صوفية سماوية مذهلة !!
قلبي يرف ، وكلما تجلى صوت وخيال الشاعر الى الملكوت الأعلى ، تحشرج الدم في أوردة الروح والقلب ، وغدا رفيف القلب عرشا مرفوعا فوق أعمدة الحكمة السبعة ، وهي تمطر فوق رؤوس الحيارى والعاشقين والذي يتالون الآنين ولها ، ورأيت الحلاج يسفح الشعر من عينيه وقلبه وروحه وكل جوارحه ، وملكوت مابين السماوات تئن معه :
إن الحَبيبَ الَّذي يُرضيهِ سَفك دَمي.. دَمي حَلالٌ لَهُ في الحِلِّ وَالحَرمِ.
إِن كانَ سَفكُ دَمي أَقصى مُرادِكُمُ.. فَلا عَدَت نَظرَةٌ مِنكُم بِسَفكِ دَمي.
وَاللَه لَو عَلِمَت روحي بِمَن عَلِقَت.. قامَت عَلى رَأسِها فَضلاً عَنِ القَدَمِ.
ولم أفق من سكرة الجمال في ملكوته العلى .. إلا وأنا أسترق السمع مع صديقي الوجع ، من سدف ( طرق جبلي ) يحن ويئن :
الله من نوبه البحري تزفي..
وين ياذا النو مقفي.. بالله تعلمني على أيش آمرك جبريل..
أربك تبغي ديرة الهيل.. بالله إلى جيت القرايا هم بخسوف..
إلا على ديرة حبيبي هل واجها.. الله الله الله..
يالهذا الجنوب السابح فوق محيط من الفن لا تدركه الأبصار ولا تجمعه سوى قلوب أهله الراقصون دائما فوق النجوم طربا وحبا وكرما ..!!!