
أكد المهندس أمين الناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أن النفط والغاز لا يزالان يشكلان دعامة أساسية في استقرار العالم، خاصة خلال فترات الأزمات والصراعات، محذرًا من التقليل من أهمية دورهما في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات متزايدة على مستوى الطاقة والجغرافيا السياسية.
وفي كلمة ألقاها عبر الاتصال المرئي ضمن فعاليات مؤتمر آسيا للطاقة في العاصمة الماليزية كوالالمبور، قال الناصر إن الرهان على التحول السريع بعيدًا عن مصادر الطاقة التقليدية أثبت عدم واقعيته، خاصة مع تصاعد التحديات الجيوسياسية التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الطاقة واستقرار الإمدادات العالمية.
وشدد الناصر على أن الوقود الأحفوري، رغم الجهود المبذولة للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، لا يزال يمثل العمود الفقري للاقتصاد العالمي، مؤكدًا أن أوقات الصراع تكشف بوضوح أن العالم لا يستطيع الاستغناء عن النفط والغاز، لا في الصناعة، ولا في النقل، ولا في توليد الطاقة. وأشار إلى أن التخطيط للطاقة يجب أن ينطلق من الواقع لا من التمنيات، داعيًا إلى رؤية أكثر توازنًا وشمولًا تأخذ في الاعتبار احتياجات الدول النامية وأسواقها المتعطشة للنمو.
وأضاف أن شركة أرامكو السعودية تواصل التزامها بالاستثمار في التقنيات النظيفة وخفض الانبعاثات، إلا أن هذا التوجه لا يعني إقصاء مصادر الطاقة التقليدية أو التقليل من دورها المحوري، بل يستدعي إعادة دمجها ضمن منظومة أكثر كفاءة واستدامة. ولفت إلى أن أمن الطاقة يجب أن يكون أولوية عالمية محمية من الاعتبارات السياسية والضغوط الآنية، مؤكدًا أن الحوار الدولي بشأن مستقبل الطاقة لا يمكن أن ينجح إذا ما أُقصيت أطراف أو أُهملت احتياجات مناطق بعينها.
وفي ختام كلمته، دعا الناصر إلى انتهاج سياسات عقلانية تأخذ بعين الاعتبار التحديات الواقعية، مشيرًا إلى أن استقرار العالم يعتمد على قدرة الجميع على بناء منظومة طاقة مرنة، عادلة، ومتوازنة، يكون فيها النفط والغاز جزءًا من الحل، لا العقبة