قال المستشرق الإسرائيلي البروفيسور آيال زيسر إن إطلاق تنظيم الدولة الإسلامية لصواريخه الأخيرة باتجاه مدينة إيلات جنوب إسرائيل يتزامن مع “حرب الاستنزاف” التي تشهدها شبه جزيرة سيناء، بين “الجماعات الإسلامية الراديكالية” والجيش المصري.
وأضاف زيسر في مقال نشره بصحيفة إسرائيل اليوم المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن المواجهة في سيناء كانت تدور في البداية مع منظمة محلية تدعى أنصار بيت المقدس، تمكنت من إيجاد نفوذ متزايد لها بين القبائل البدوية، لكنها منذ 2011 أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، وبعد ثلاث سنوات في 2014 نقلت بيعتها إلى تنظيم الدولة، وأصبح اسمها ولاية سيناء تابعة لأبو بكر البغدادي.
وأشار إلى أن التنظيم يركز جهوده القتالية ضد الجيش المصري، ومن حين لآخر يوجه بعض عملياته نحو إسرائيل لأغراض دعائية، علما بأن تنظيما كهذا لا يريد إبقاء الحدود بين مصر وإسرائيل هادئة، فقد عمد خلال السنوات الماضية إلى إطلاق صواريخ عدة نحو إيلات.
وأوضح أستاذ الدراسات الشرق أوسطية بالجامعات الإسرائيلية أن النظام المصري يبذل جهودا للقضاء على التنظيم خشية انزلاق العمليات المسلحة من سيناء إلى بلاد النيل، وقد أرسل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرابة عشرين ألف جندي إلى سيناء، وبموافقة إسرائيل، بجانب معدات عسكرية من الطائرات المقاتلة.
وأكد أن إسرائيل تساعد مصر بحربها ضد تنظيم الدولة في سيناء، مما يفتح صفحة جديدة من الثأر بين التنظيم وإسرائيل، لكن سيناء البعيدة عن القاهرة، تجعل الجيش المصري يفضل توفير الحماية والمحافظة على الاستقرار في مدن مصر الداخلية، وعلى رأسها القاهرة، وليس شرم الشيخ أو العريش.
وفي ظل ما تمنحه القبائل البدوية من دعم لتنظيم الدولة “بسبب كراهيتها للنظام المصري”، فإن ذلك يضع صعوبات جمة أمام مهمة القضاء على التنظيم، وهو ما يفسر قدرته على الصحوة مجددا عقب كل ضربة يتلقاها.
وختم بالقول رغم أن تنظيم الدولة اكتفى بما أطلقه من قذائف صاروخية باتجاه إيلات في هذه الجولة، لكن من الواضح أن الهدوء السائد في الحدود الجنوبية مضلل، ولا يقدم الصورة الحقيقية عن الوضع السائد هناك.