هو الرد المجحف عندما نغوص بإعماق الأغلبية من فئة الشباب في المجتمع السعودي، ليوجهوا بذلك ضربة مؤلمة تصل إلى أعماق الطبيبات والممرضات، ما زاد في حدة تضاربها مع نفسها واستشعارها بعدم احترام المجتمع لمهنتها وازدراءها،في حين أننا نبحث عنهن عند معاودتنا لأقسام الطواريء للكشف على الزوجة أو الأخت والقريبة أيا كانت.
بيد أن البعض لا يعي بإن مهنة التمريض في تصنيفها فن وعلم وانسانية، وهي إمداد للمجتمع بخدمات معينة علاجية في طبيعتها تساعد على بقاء الفرد صحيحا، كما تمنع المضاعفات الناتجة عن الأمراض والأصابات وله جانبان فني وآخر معنوي (نفسي وأجتماعي).
جازما وبإختصار أن البعض لا ولن يستسيغ بإن رفيدة بنت كعب الأسلمية، أول ممرضة في عهد الأسلام، حيث كانت تمرض المصابين من الجرحى في الحروب التي يكون المسلمون طرفا فيها، فكان لرفيدة خيمة لمداواة الجرحى والأعتناء بهم.
وللولوج لإيصال المبتغى، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يواجه تلك الأعمال التطوعية التي تقوم بها النساء في ذلك الحين (بالشكر والثناء) ! ( وهو الرسول يا سادة)
إذا المهنة لم تكن وليدة اليوم أو هذا الزمن، لنصل إلى أن التمريض ارتبط بالماضي بحسب ظروفه التي أحاطت به، لأن حاضرنا بلا شك له قاعدة في الماضي، ورفيدة بنت كعب الاسلمية كانت قاعدة الماضي، وها هي اليوم تطورت فأصبحت جزءا من مجتمعنا الحاضر في (الطبيبات والممرضات) اليوم.
ثمة حقيقة يتطلب ورودها في هذا المقام ، وهي أن لكل تغير اجتماعي ضحاياه تمثل في زمننا هذا في الطبيبة والممرضة السعودية! لعدم تقبلها، عائد ذلك أننا لم نعتد عليهن كما أعتدنا على الممرضة الأجنبية منذ ولادتنا وربما أن البعض قد تتلاشى لديه نجومية الفلسفة في (Yes, No, Thank you sister)
لو تأملنا عقلية معارضي ومنتقدي الطبيبة والممرضة السعودية، لوجدنا أنها مبنية على ( عقول أثرية) لانها لا تؤمن بوجودها وانخراطها في هذه المهنة، وتجدهم شديدي النفور من الاستدلال العقلي ! واوقعوا انفسهم تحت مجهر ( السذاجة) لغياب المعرفة الخاصة بهم ليحكم بها ومن خلالها على الممرضة والطبيبة السعودية، فهم معتادون على وجود عادات وتقاليد تراثية لا ولن يسمح له مجتمعه باستبدالها، أو حتى الخروج عنها رغم حاجتهم إليها وقناعتهم بها،
واعتقادهم بأن الطبيبة و الممرضة الأجنبية هي أكفء من قرينتها السعودية ! والأجابة على مثل هؤلاء تكمن في أنهم انفسهم من خلق احداثا اسهمت في إبهات توهج وتقدم الطبيبات والممرضات السعوديات في مهنهن وتسببوا في عرقلة سير ابداعهن.
نعم لدينا عادات وتقاليد لا نحيد عنها فالأصل أننا مجتمع محافظ، ولكن لا يصح أن يترجم ذلك في إقصاء الطبيبة والممرضة السعودية تحت حكمها.
ولا انكار لأن بعض الطبيبات والممرضات
لديهن تجاوزات لا أخلاقية وتبرج اشبه ما يوحي لنا بأننا ليس في بلد تحكمه قواعد وضوابط شرعية، لكن ذلك لا يجيز لنا قطعا التعميم، فالخلل الحقيقي يكمن في بعض الممرضات الغير منضبطات أخلاقيا، واللاتي اسهمن بشكل كبير في ترويج السمعة السيئة على حساب الطبيبة والممرضة النزيهة، ومنهن أيضا الأداريات في المستشفيات والمستوصفات عموما.
الممرضة النزيهة تعاني وأول معاناتها من الطبيب ذاته والممرض ومن المراجع، وكافة الشرائح بثقافاتهم وقناعاتهم المختلفة، وصولا إلى الممرضة السيئة التي حملت تلك الاخرى مسؤولية تلك التصرفات الحمقاء، واتقنت رسم الصورة السيئة التي تغنى بها ذلك الشاب اليافع العفيف النظيف !، الذي بالتو عاد من على متن رحلة الزنا والفواحش والسكر والمنكرات، ليعتلي منبر العفة والشرف والغيرة، وعدم القبول بالطبيبة والممرضة بناء على المباديء والقيم المغروسة بداخلة من الخارج!!
لا نستطيع تحميل الطبيبة والممرضة السعودية مسؤولية انخراطهن في ساعات العمل المتأخرة في المناوبة الليلية، فلسن من اتخذن قرار ذلك! ولسن من أحدثن ضجيجا للوصول إليه، لذا نجدها تقبل وهي تصرخ بداخلها في صمت تام بإقصى ما لديها من مقاومة، لانها لا تستطيع رفض ما هو مضاد للقمة عيشها أو مؤذ لجسدها أو مضر بصحتها !
أن أردنا أن نحفظ كرامة الطبيبة والممرصة السعودية وكذلك الموظفات الاداريات، فعلى أقل تقدير لما لا يتم مساواتها (بالأنثى الضوئية) فلا يعقل أن تتمتع الأشارة المرورية بحماية وتكليف حارس شخصي يجيد مهنة التصوير بكل دقة لمن يعبثون بها، ولا يلقى بالا لأنثى خلقها الله وحق لها أن تعمل دون أدنى ما يحفظ لها كرامتها من تحرش وقذف وايذاء! والأبقاء على انها متاحة لمن يريد العبث بها!!!
الم يحن الوقت لحمايتها ! لتقوم بدورها في المجتمع! والم يحن الوقت للقضاء على التخلف التنظيمي والأداري داخل المستشفيات والمستوصفات! ودمجهن قدر المستطاع في الأقسام التي تقطنه بني جنسهن! الم يحن الوقت ايضا على أيجاد عقوبات رادعة للمتحرشين بهن من داخل المستشفى وخارجه كتلك التي كفلها النظام للانثى الضوئية! أم سنحتج بأنها تأخذ ولا تعطي، وتلك عطاؤها منقطع النظير!
التعليقات 1
1 pings
W123
19/02/2017 في 2:04 ص[3] رابط التعليق
الممرضات اغلبهم محترمات ومحتشمات ويشتغلون بذمة وضمير
بس مشكلة هالمجتمع لاينظر للممرضة إلا بمفهومه
وإذا زوجته بيعالجها دكتور يصيح ويقوول مافي ممرضة تكشف ع زوجته. ولا ننكر ان فيه ممرضات لعابات الله يهديهم وبصراحة اول مقال ينصف الممرضة وفي نفس الوقت ضدها