الحمدلله القائل (لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم)
قال أبو بكر بن طاهر : مزينا بالعقل ، مؤديا للأمر ، مهديا بالتمييز ، مديد القامة يتناول مأكوله بيده .
فلما يقتل ويعتدى على زينة العقل وهداية التمييز وتأدية الفكر للأمر
بلفظة انت فاشل!!!!!
لفظة تصدر من كثير ممن يقومون بالتربية والتوجيه من اباء وامهات ومعلمين ومعلمات ومرشدين ومرشدات بل حتى من اصحاب الاقلام والمسؤليات
وكلهم لايقصد بها تدمير الجيل ولا تحطيم احلام الناس ولكن الحكم بالفشل وخاصة على من هم في مقتبل العمر وبداية معترك الحياة
هو برمجة لذالك العقل المتفتح وغرس بذرة الاخفاق
دون شعور وربما كنا نحن السبب في عدم مقدرتنا لنجاح من نربي وهناك مثل انجليزي يقول:-
الصانع المهمل يلقي باللائمة على ادواته.
اننا في كثير من الاحيان نريد ان نرى نتيجة مانقدم ونعلم ونتمنى ان نقطف الثمار يانعة ولكن ربما تأخر الحصاد فنعمد دونما نشعر بإطلاق لفظة ((انت فاشل))ليس تربية وانما انتقام لذواتنا بعدم تحقيق الاهداف التي اردناها فنسكب في داخل الرعيل الذي نربي بنزين الاخفاق ونؤجج فيه نيران الاحباط فيحترق الغصن وتسود زهرة النجاح بداخله فلا يرى في مستقبله الا اثار حطام الفشل وبقايا قتل الطموح
والذي ينبغي تعليمه لابناء الجيل اذا اخفق انه فعلا بدا في المحاولة وبداء يسير نحو النجاح فقد قالها (توماس اديسون) عندما سئل لماذا فشلت 999مرة ونجحت في المحاولة ال1000 فقال:-
- أنا لم أفشل . أنا ببساطة وجدت 999 حلا لا يعمل .
ان اطلاق لفظة ((انت فاشل))لمن هم في مقتبل العمر
هي تدمير للذات وزلزال للكيان وهدم للمستقبل
وبرمجة سلبية لعقل هذا الطفل المتفتح والمقبل على الحياة .
وبسبب هذه اللفظة قد يتحول هذا الطفل من ناجح الى مخفق ومن صاحب خلق الى سيئ خلق ومن شريف الى وضيع ومن محترم الى مجرم ومن مسالم الى ارهابي لان اللفظة ستجعله يوم من الايام محاولا اثبات ذاته باقصر الطرق ولان غيرك قادر الى صنع الفشل الذي اسسته داخل ذالك الطفل الى نجاح ولكن بطريق اخر هو نجاح المكر والخداع والانتقام والحقدعلى المجتمع وما يرى في كثير من المجتمعات العربية ماهو الا نتاج لعدم احتواء اخفاقات الصغر وعدم تصويبها وبسبب عدم تشجيع الجيل لتلافي الاخطاء والاستفادة منها للنجاح .
ان العقل يخزن اللفظة ان كانت سلبية او ايجابية بعد تكرارها له اكثر من مرة فكم كنا نسمع من كلمات التوبيخ انت فاشل انت لا تنفع ماعمرك تتعلم اختك احسن منك ابن عمك ارجل منك كرهتني التدريس فشلتني بين الناس وهلم جرا .
لقد حطمنا الجيل وقتلنا الطموح ونحن لانشعر وان لم نتدارك الامر ونسعى في اصلاح الفاظنا وتعليم انفسنا برمجة عقول اطفالنا واجيالنا وفرحنا بتأنيبه ورميه بالتهم فأسمع ماذا يقول علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه : (لا تفرح بسقوط غيرك فانك لا تدري ما تضمر لك الايام) اذا لم نتدارك البرمجات السلبية لعقول الاجيال فستبرمج من قبل غيرنا ضدنا نحن الاباء والمربون و المعلمون بل سنصبح نحن الاعداء والخصماء الذين قتلنا جيلنا وسيقتص منا بسبب قتلنا له بخنجر
(( انت فاشل))