جلال الشنبري
قد يكون الإرشاد الديني من الوالدين لا يكفي لحماية الأبناء والبنات من السقوط في بئر الرذيلة، عندما قام الرجل بتقبيل الطالبة، لم يجبرها عليها ولم يخرج من السيارة لإرغامها، لدرجة لم نرى وجهه ولم يشهر لها السلاح، وإنما كما رأينا ذهبت الفتاه إليه وسهلت له تقبيلها، وكأنها خلت من الرادع الديني، وأن أهلها لم يزرعوا فيها تفادي خطوات الشيطان، وأنها لم ترتكب ذنبًا كبيرًا، وأنها لم تتسبب في تطويق الرجل بشهوة جارفة.
بعض الآباء يرتاح ضميره بتقديم النصيحة فقط للبنات، ويظن أنهن في مأمن من عوامل الفتن والضياع، طبعًا لا نغفل أو نستهين من فاعلية النصيحة في ضبط سلوك الإنسان، لكنها غير كافية وحدها لإضعاف سلطان الهوى في زمن باتت الفتنة تمشي مع الإنسان مثل ظله.
السؤال المستمر والمتابعة الدقيقة وإشعار الفتاه بشمول الفضيحة لأهلها، وبث الرعب في قلبها من العقاب الأليم المنتظر بسبب أي ذنب تقترفه، باتت وسائل حتمية إذا بحث كل أب عن عصم إبنته من الضياع الأخلاقي.