محمد جهز العوفي
العظماء من الحكام والدهاة من الرجال لايغضبون بتلك السهولة ، ولا يقودون شعوبهم وبلدانهم بأهواء الغي إلى مدارك الهاوية ، أو تحت نزق المراهقات السياسية والنزوات الغير علاقنية، أو لمجرد لفت نظر الأخر بتصرفات رعناء مفادها أنا على الخارطة !
وبالمقابل عندما يغضبون تتغير الأتجاهات وحتماً تختلف المسارات ، وتنقلب الموازين وتطيش بترجيح كفتهم ، عندما يغضب أولائك الدهاه يستحيل ان يبقى العالم المحيط في موقف المتفرج دون ان يتجاوب صامتاً عن مادهاها ، عندما يغضبون تنكشف سوءة المغضوب عليه ، عندما يغضبون تكون النتائج بعيدة عن الحسابات المهلهلة والمعادلات المتأرجحة .
وقد عرف عن المملكة العربية السعودية وحكامها منذو الأزل تميزهم بطول الصمت والحكمة والدهاء ، وطول الصبر والأحتواء.
ولكن وبكل أسف فأن الحمقاء الا يدركون المغزى، ولا يستوعبون المعنى، حتى تقع على رؤسهم الواقعة ، وتحل في كنفهم الكارثة، فقد تمثل ذلك في البعض من حكام قطر الذين لم يستوعبوا حكمة الصمت وطول الصبر من المملكة العربية السعودية ، والذين تمادوا في غيهم الذي بداء منذو زمن بعيد ، وكان أول بذوره زرع قناة " الجزيرة " في خاصرة المملكة العربية السعودية والدول العربية قاطبة ، والتي بالغت طويلاً بأسلوب الأسفاف بالأفك والتمادي بالأثم ، وزرع الفتنة وشق العصاء بين العرب، تحت مسمع ومرءا ودعم سخي من أولائك الحكام بحجة " حرية الأعلام " وتلك حجة ظاهرها الرحمة وباطنا العذاب.
عندما تغضب المملكة العربية السعودية تتحرر الأقطاب من جاذبيتها المغناطيسية ويتحول إتجاه البوصلة، وتصبح هي القطب الجاذب والمحرك للعالم بقضه وقضيضة ، دون عويلاً أو صراخ يدعو بالويل والثبور.
ولسوء تصرفات حكام قطر الأزلية والغير مسؤلة ، قطعت المملكة علاقاتها مع رموز دولة قطر وليس الشعب القطري الشقيق معنياً بذلك ، وتحرك العالم بنفس الأتجاه وانقلبت الطاولة التميمية في وجه معدها ومخرجها.
لا ارغب الخوض في ما ارتكبه حكام قطر من حماقات رعناء تجاه المملكة العربية السعودية ، سواء كان ذلك في العلن أو في الخفاء، والذي ليس بالجديد ولن يكون بالأخير، ولا يخفى على المملكة العربية السعودية ماتحيكه خفافيش الظلام التي هاجرت من مثواها إلى منفاها تحت ظلام وظِلال العبائة التميمية !
إنما هو الصبر والحكمة التي تميزت بها قيادة المملكة ، وهو الأحتواء للأخ العاق والشقيق المتمرد والذي جانب الصواب ، لعله مع الوقت يتذكر في يوماً ما ويعود إلى رشدة أو يخشى! نعم أو يخشى؟
فعندما تبين تماديه في عقوقه وتماريه في سلوكة كان من الواجب الأصلاحي على الشقيق الأكبر انتقاء الدواء ولو بصفعة مؤقته على القفاء ، لعل تلك الصفعة تفيقه من غيه وتعيده إلى بيته تائباً يعض اصابع الندم ، وسيكون ذلك بأذن الله.
في الجانب الأخر وعلى الضفة المقابلة نحيي ذاك الشعب القطري الشقيق في الدم والعصبة والنسب ، و الذي تربطنا فيه أواصر الوفاء وعرى الإخى والعروبة والجوار ، وقبل هذا وذاك أوصر الدين والعقيدة ، وعطفا على ذلك كله ، نعلنها كما أعلنها ولاة الأمر فينا ، صريحة من الشوائب نقية ، ليعلم الشعب القطري وهو لا شك يعلم ذاك انه شقيقاً نحبه وأخ نجله، وانه امتداداً أزلياً لنا ونحن امتداداً أمدياً له ، وأننا نربى بأنفسنا من المساس بكرامته أوالأضرار بمصالحه بقولاً يقال أو فعلاً يُدان ، ولن يكدر الصفو بيننا بعض تلك التصرفات التي نعي ونثق ونعلم علم اليقين انها لا ترضي ذاك الشعب الأبي الأصيل.
وليموت بغيضه من سن سنان ، وابرز بالفحش انيابه ، وأشار هنا أو هناك ببنانه ، والقاء تحت العكر من المياه الضحلة سناره ، وسنلجمه بقول الحق سبحانه : (( وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيضكم ان الله عليم بذات الصدور ))
دمتم بود ..