مشعل اباالودع الحربي
جميل أن يسد المرء ثغرة في باب من أبواب الخير؛ من تعليم علم شرعي، أو مساعدة فقير ومحتاج، أو القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى في جهة ما (ولكل ما سبق وسائل متنوعة، وطرق شتى)، ولا شك أن ذلك مطلوب شرعا، بل قد يكون واجبا من الواجبات.
ولكن الشيء غير الجميل - بل الخطأ - أن يصور هذا الشخص أن ما يقوم به هو أهم باب من الأبواب، وأن من لم يطرقه فهو مقصر وناقص، بل ربما زعم أن عمل غيره إنما هو عمل غير نافع!
وقد لا يصرح بذلك تصريحا، ولكنه فحوى الكلام ومقتضاه، وربما هو نفسه لم يشعر بذلك، ولكن لما تكون (بتشديد الواو) في نفسه هذا الاعتقاد الخاطئ، فإنك تجده دائما لا يمدح ولا يستحسن إلا ما يفعله هو فقط! مع أنه هو نفسه: لم - ولن - يطرق الأبواب كلها؛ لأن قدرات الإنسان محدودة، والأوقات محصورة، ولكن - يا سبحان الله! -كيف ينسى ذلك أو يتناساه؟!
فوصية لنفسي أولا وأنا غارق في التقصير : أن يعمل الإنسان فيما وفقه الله تعالى له من أبواب الخير، وليحمد الله تعالى على ذلك، ويسأل الله تعالى أن يثبته عليه، وليترك الآخرين فيما يعملون! ولربما كانوا أنشط منه وأحسن عملا! فليس من اللازم أن يتحدث كل امرئ بما يعمل.
وما أجمل أن يقل الإنسان من لوم غيره؛ والحديث عن معايبهم، ورميهم بالتقصير، وإظهار سلبياتهم (مع أنه قد يكون مخطئا فيما يقول)، ما أجمل أن يقل من القول، ولكن يكثر من العمل.
ليكن حديثنا عن الإيجابيات أكثر من السلبيات، وعن الحلول أكثر من المشاكل، وعن الدواء أكثر من الداء أكثر من الداء؛ فالأمة إلى هذا أحوج، وهكذا كان هدي نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، جعلنا الله تعالى من أحبابه وأتباعه.