جابر مقلوط المالكي
الأرض منها خلقنا، وفيها نعود، ترابها أصل، وطينها عطر، ورواسيها كبر، ولإثبات هذا الارتباط الأزلي بين التراب والإنسان كانت مهنة أبينا آدم هي ( الفلاحة) والتي تعني العمل على استخراج مكنونات التربة، زرعا مختلفا أكله بين حب متراكب، وفواكه تتمايز أذواقها، وخضراوات تسهم في بناء الأجساد، وبين ورد يثير المشاعر، وشوك يلسع، وشجر وشجيرات .
وبرغم إدراك الجميع لأهمية الزرع والمدرج والمعاد، إلا أننا أمام نكران إرث امتزج فيه العرق بالسيل ، والدم بالدمع، والبسة بالسنبلة، نحن الآن نطمر عزيمة جد ، وندمر جهد أب، انسلخنا عن تراب أرضنا فقلب لنا ظهر المجن، فقل المحصول، وتناهى المأمول .
تذكروا: أصوات الفلاحين يترددون الثيران، أناشيد العمال يصلحون جدار حرة، ينشئون ساقية، يحصدون : (ياشمس ياغاربة....)، (يامزرع يا...وعلى الله التمام) ، تذكروا معي الفطور على عشب الأرض بين الطل والأزهار والأطيار.. تنادي الناس.. تعاونهم.. وحفلة البيدر وخبط الحب، وخزم الزرع وحماية الزرع والمشاجي وغيرها من المظاهر التي تدمع العيون شوقا لعودتها٠ قبل نسيانها!!!
نداء: إلى كل يد وساعد وقدم وهمة رجل علينا جميعا:
العمل على إصلاح مدرجاتنا الزراعية، وإعادة تأهيلها لتدر علينا خيرات حسانا تسر الناظرين،وتعيد ذكريات الحماية والرعي وتدلي السنابل بحبها في وجه الشمس.. عودوا أبناء وطني ولو زحفا لماض هو الحياة .