ما أكثر ثرثرتنا نحن العرب.. وما أغفل من ذاكرتنا ، تأتي أزمة تغطي أزمات ، جاء الربيع العربي ، صارت أخبار فلسطين بذيل القائمة ، ساءت الأمور جدًا في الربيع العربي حتى صرنا محصنين من مشاهد الدمار والدماء والعوز والفقر ، بدأت الصورة تتضح في سوريا وأن مآلها بقاء النظام كخيار وحيد مع تعدد الجبهات والرايات والتنظيمات والتبعيات والولاءات ، تدخل الروس وانكفأت أميركا أوباما ، جاء ترمب . .وانتعشت آمال بحقبة جديدة .
اجتمعت 55 دولة استبشرنا خيرًا باجتماع العرب والمسلمين وخلقت انطباعًا جديدًا بفعل الديبلوماسية السعودية وتضحياتها في اليمن هي والتحالف في كبح المافون الصفوي ، لم يرق إلى من غابوا عن قمم الرياض فأوعزوا لعميلهم وحامي سدنة تآمرهم وخياناتهم .
عاد إلى بلاده وجد قيادات الاخوان متجهمون من خطاب رئيس دولة عربية عن حقائق الارهاب ومن يدعمهم دون التصريح بالأسماء ، ومما تسرب اليهم أن حاميهم تميم تمت مواجهته في الغرف المغلقة , وأن هذه القمم هدفها نفض غبار تهم الارهاب عن الإسلام وان عليه ان يتبرأ ممن يؤويهم ومن يدعمهم ويمولهم ، فأرغى وازبد بتصريحات لا يمكن ان تصدر من رئيس مخفر أو ناظر عزبة ، وكال التهجم والاستصغار لأشقائه ثم جاءت كذبة اختراق الوكالة القطرية الرسمية للأنباء ، وتمجيده لإيران وذمه لأربع دول ، وتنصله من موافقته مع 55 دولة .
ظل الصمت سائدًا لفترة . بعد صبر استمر 25 عامًا .. وحين جد الجد اصبحت بدائله أعداء الأمة وادعياء الصداقة للعرب وانكشفت النوايا السيئة من تركيا واذنابها ، أما إيران فعداوتها ظاهرة ...واصبحنا ننام على قطر ونصحو عليها.
المقاطعة لم تأت من فراغ ، رفضوا مساعي أمير الكويت ، واصغوا لفحيح روحاني وعنتريات أردوغان ، وخطط الاسرائيلي عزمي بشارة .. وما ذا بعد ؟
تذكرت ما رواه أحد المعلمين الذي درس بمعهد اعداد المعلمين في جدة قبل أن يكون في جازان معهد ، أن معلمًا سوريًا كان يدرسهم مادة الجغرافيا وذلك في عام 1970م ، أن الملك عبدالعزيز لو كان واصل سعيه شرقًا افضل من أن تظل كالزائدة لا ينفع معها إلا الاستئصال .