يوكسل ترزى باشى
الأسرة لها دور كبير في تربية الطفل وتكوين شخصيته وبما أن الأب يغيب لساعات طويلة بسبب انشغاله في العمل، فالأم تكون هي الشخصية الأكثر أهمية في الأسرة لتربية وتكوين شخصية طفلها حتى و إن كانت الأم تعمل أو ربة بيت، و أن ارتباط الأطفال بأمهم أكبر من ارتباطهم بأبيهم لأنها مصدر الحنان.
يبدأ مشوار التربية منذ حملها لطفلها، فدورها لا يقتصر على منح الأطفال الغذاء، مسؤوليتها كثيرة منها إعطائها الحنان فإن فقدان الحنان يسبب له الكثير من المتاعب، وعليها أن تخلق في البيت جواً مليئاً بالاحترام والتعاون والصدق والإخلاص وهذا لا يتوفر إلا بعد الاستقرار الأسري والتوافق بينها وبين رب الأسرة فالاستقرار والتوافق من أكثر المؤثرات على تربية وتكوين شخصية الأبناء.
الأم تحرص على التواصل المستمر مع أبنائها في جميع مراحله العمرية، عليها أن لا تنشغل عن التواصل مهما كانت ظروفها وإلا كانت تنشئة طفلها صعباً، عليها أيضاً بمدح سلوكه الجيدة باستخدام أسلوب التشجيع والثواب بمكافأته ومدحه أمام أقرانه وأصدقائه وإخوانه وعدم إهانتها له مهما كانت الأسباب سواءً أمام الآخرين أو عندما يكون وحده فإهانته يدمر حياته ويجعله خجولاً ويهتز ثقته بنفسه.
على الأم أن تبذل الكثير من الاهتمام في مرحلة الطفولة، فالطفل يميل إلى تحمل المسؤولية فعليها بتسليمه بعض الوظائف القصيرة وتتابع تنفيذها، وأيضاً في مرحلة الطفولة يحب الطفل الاكتشاف عليها احترام سؤاله ومحاولتها قدر الإمكان إشباع فضوله، والطفل يحب اللعب وبالأخص مع أمه فعليها أن تخصص جزءاً من وقتها لمشاركة الطفل في لعبه وتستغل وقت اللعب معه لتطوير مهارته الحركية وتعليمه النظام.
أما بالنسبة لتعامل الأم مع ابنها أن لا تكون لينة ولا تكون قاسية بل تكون معتدلة (خير الأمور أوسطها) لأن اللين في التعامل يولد طفلاً مدللاً والتعامل بقسوة يولد طفلاً لا يثق بنفسه ويفقد قدرته على المناقشة وإبداء الرأي عندما يكبر ويعتمد على آراء الآخرين، أما المعاملة المعتدلة فهي المعاملة الصحيحة لأنها تستخدم عقلها مع عواطفها يبدأ في الإرشاد والتوجيه وإذا لم يستجيب الطفل إلى إرشاداتها تلجأ بحرمانه عن بعض الأشياء المحببة إليه ولفترة قصيرة جداً وبذلك يمكن إعادته إلى الطريق الصحيح، وأخيرا على الأم أن لا تعامل الطفل على أنه صغير ولا يفهم شيئاً بل عليها تفهم قدراته وطلباته وعدم اللجوء إلى السخرية والانتقاص من شخصيته أمام الآخرين لكي لا يكون خجولاً ومتردداً عندما يكبر.
"فالأم مدرسة تنشئ الأجيال فإن صلحت صلح المجتمع"
نتمنى من جميع الأمهات العزيزات أن لا يكونوا سبباً في تعاسة أبنائهم في المستقبل نتيجة تربيتهم الخاطئة لهم... ومن الله التوفيق للجميع.