مرفت محمود طيب
هناك مثل يقول الطبع يُغلب التطبع وآخر، أن من شب على شيء شاب عليه، وأنا أقول أن كل شي في الكون قابل للتغيير فدوام الحال من المحال وسبحان من يُغيير ولا يتغيير، فإن قلت لا أعرف، قلت لك تعلم، وإن قلت لا أستطيع، قلت حاول مراراً وتكراراً ولا تيأس فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة .
لا تكن مثل بعض البشر الذين يظنون أن طبعهم الذي نشأوا عليه وعرفهم به الناس، أنه أصبح جزء لا يتجزأ منهم بل صار مكوناً أساسي من شخصيتهم ملازماً لهم كظلهم، فيستسلمون له ويقنعون ويخضعون، كما يستسلم المرء لصفة من صفاته الجسمانية كالطول أو اللون فلا يمكنه تغييرها.
بينما الإنسان الذكي صاحب الإرادة القوية والتصميم المفعم بالأمل، المزود بالطموح العالي، يرى أن تغيير الطبع أسهل من تغيير الملابس، فطباعنا ليست كالزجاج المكسور الذي لايمكن إعادته لسابق عهده، بل هي في متناول أيدينا نستطيع أن نغير طباعنا وطباع الآخرين بأساليب راقية مدروسة تتفق والطبع المراد تغيره بشيء من التروي والتكرار والمداومة والمتابعة بإستمرار وإقتاع الآخر، أو النفس بسلبيات هذا الطبع وإيجابيات التخلي عنه وإستبداله بطبع أرقى وأفضل، ليعم الخير على الجميع دون إستثناء، ومع قليل من الصبر وعدم تعجل النتائج سنصل إلى مانصبوا إليه ونمحوا تلك الطباع قدر المستطاع بالتعلم والمحاولة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم).
ثق أنه لن يكون هناك تغيير للأفضل، إن لم ترد أنت التغيير، عليك أن تُضيء بصيص الأمل القابع داخلك ليخرج شعاعه للخارج فتشرق نوراً وهاجاً، يجعل كل من رآك يقترب منك ليقتبس من نورك، لا تُطفيء شعلة التغيير للأفضل بتكاسلك حتى لا تحيا في عتمة الطباع السلبية الخاطئة والتي قد تضرك وتضر من حولك .