فرحان محمد الفيفي
بما أني مواطن وأب لثلاثة طلاب وطالبة فإني أستأذن وزارتنا الموقرة في بيان وجهة نظري في قرار الأنشطة اللاصفية.
فأقول:
إن أخطر قرار على أبنائنا وبناتنا ومستقبل بلادنا هو قرار إضافة أربع ساعات في الأسبوع للأنشطة الطلابية اللاصفية!!!
●أربع ساعات في الأسبوع بلا منهج معتمد من الهيئة العليا للتعليم ومطبوع بين دفتي كتاب مدرسي موزع على كل الطلاب، ويراه كل الأباء والأمهات من مختلف الأطياف والمهن، ويعلمون أن ابنهم تأخر ساعة في المدرسة في هذا اليوم ليتعلم ما في هذا الكتاب، وأنه تعلم اليوم الموضوع الفلاني( من ص رقم إلى ص رقم).
أجزم أن هذا القرار _ وفي هذه الظروف التي تمر بها المنطقة_ هو مخاطرة بالغة الخطورة بمستقبل هذه البلاد وبأبنائها في ميدان تعليمي يجمع الصالح وغيره، والوطني وغيره، والمتطرف والمعتدل، والواعي ومن لا يعي.
تعلمون_ حفظكم الله_ أن سياسة التعليم في بلادنا قد اعتمدت كسائر البلدان مناهج تعليمية محددة، وأن تعليم هذه المناهج مقسم على حصص اليوم والأسبوع والشهر والسنة؛ وفق خطة يعدها المعلم، ويعتمدها مدير المدرسة والمشرف التربوي، وتعلمون أن كل حصة يقضيها المعلم مع الطالب سبق وحضر لها، وأعد لتنفيذها خطة متكاملة؛ حسب المنهج( الكتاب المدرسي)، ووضح فيها ما سيقول ويفعل؛ حتى الوسائل المستخدمة: كالسبورة والأقلام والحاسب يجب ذكرها.
وهذه الخطة يوقع عليها مدير المدرسة كل صباح، ويتابع هو والمشرف التربوي تنفيذها، ويتم تقييم المعلم بناء على نجاحه في تنفيذها وتحقيق أهدافها، والحال نفسه في معظم بلدان العالم.
وتعلم وزارتنا الموقرة أن الوقت المخصص للأنشطة اللاصفية في الأعوام الماضية لم يكن يستغل في كل المدارس كما ينبغي؛ نظرا لعدم وجود المرافق المناسبة في المبنى لكونه غير معد للدراسة، أو لعدم وجود معلم نشاط متخصص ومفرغ، أما المدارس المهيأة فقد وجدت الوقت الكافي وزيادة لتنفيذ الأنشطة.
والآن سأسأل سؤالا:
كيف سيكون الحال إذا أضفنا أربع ساعات في الأسبوع لأنشطة (لا صفية) ليس لها منهج محدد في كتاب مدرسي، ولا يتوفر لها معلم متخصص ومفرغ، ولا مرافق مناسبة في الكثير من المدارس التي هي في الأساس مباني سكنية؟!
الجواب سيكون وحسب خبرتي في الميدان لعشرين عاما كالتالي:
سيتوفر وقت فائض كل أسبوع، يتحدث فيها المعلم مع طلابه بكل حرية خارج إطار الصف والمنهج.
● ولا أشك أن وزارتنا تعلم أن المعلمين مختلفون من حيث الأيديولوجية التي يؤمنون بها؛ ففيهم المعتدل والمتطرف والوطني والعلماني والإخواني والسلفي والجامي وذو النزعة القبلية، وذو النزعة الإرهابية...الخ.
وبحكم معرفتي بالميدان فيستحيل أن تمر أربع ساعات أسبوعيا لمدة عام كامل في أنشطة لا صفية موافقة لتوجهات بلادنا وسياستها التعليمية، ومهما اجتهدت الوزارة في تحديد تلك الأنشطة والإشراف عليها، فلن تستطيع ضمان استغلالها استغلالا سليما مفيدا لابنائنا ومستقبل بلادنا وأمنها.
وحتى لو كانت نسبة الصحة في هذا القرار 99%، فإن 1% قد تكفي لحدوث ما لا يحمد عقباه.
وختاما فإني أقترح على وزارتنا الحبيية استشارة مركز مكافحة التطرف وأجهزة الأمن القومي والأمن الفكري قبل الشروع في تنفيذ أي أنشطة لا صفية، حتى لا نكرر تجربة المراكز الصيفية المريرة.
أخوكم فرحان الفيفي.
7 ذو الحجة 1438