د.روان النمري
رسالة عتاب من نفسك إليك ..
ماعاد الصوت الداخلي يثير الأنظار للخارج فكيف سيثيرها للداخل! كم مرة سمعت صوتك كم مرة استجبت له؟ كم مرة تصافحتما والقيتما السلام مثل اللقاء الأول في كل مرة؟ وكم من المرات التي عاودتم توثيق العهود وأعدتماها الى أسماعكما كي تتأكدان بأن ليس هناك كائن خفي يتربص بالأرجاء.
كنت قريبة من تلك اللحظات التي يمكنني أن ارتبط به "الإتصال" الذي يسمح لي بالدخول إلى عالم الأصوات الخفي.
وهو خفيّ عن العالم لكنه الأكثر صدى حين يتم التصالح !
تصالح؟ كانت للكلمات معاني كثيرة حتى فقدت جديتها في التحقيق العملي.
سأعود لأول سؤال طرحته ؟ صوتك الداخلي وحقيقتك، هل هما مرآة تعكس وجه كل منهما؟ هل تصالحك مع ذاتك على استقامة واحدة وعلى علاقة بناء قوية!
أم أن الوجه الإعلامي لجسدك لايريد أن يثير الفوضى داخلك فتحتفظ بقوتك رغم تخبط أمواجك ومشاعرك وكيانك، هل ستستمر وتصمد بتلك الملامح التي لاتود أن تكونها من أجل اخذ صورة تذكارية تفيد بأنك "رجل أو إمرأة صلبة ولست أحد المعتوهين الذي يبتسمون للكميرا ".
مازلت على يقين بأن أصواتنا الداخليه تكذب أحياناً لا لمصلحة خارجية ولكن لحرب دامية معك نتائجها تُفيد الصُلح.
لم أعد أريد أن اسأل اكثر فربما جلبت لك الصداع قارئي أريد أخبرك كيف تبتسم للكميرا وأنت راضٍ عن نفسك
فنحن في زمن ننسى رضانا ونرضي الأرض ومن عليها .."جميعه في سبيل رأي الجمهور في "، وهذه حقيقة مشروعة عليك أن تمارسها أمام الملأ و تظهرها دون زيف أو نفاق، سمعت جملة "التصالح مع الذات سبب من أسباب السعادة" فكررتها حتى أيقنت بها.
على طاولة التصالح مع الذات:
تقبل نفسك بمعنى أنّ تتعايش معها، انظر إليها ، حتى إلى أخطائها القبيحة فهي أخطائك أنت، تحدث معها وكأنك تتحدث إلى أجمل نساء العالم، بلطف وبابتسامة، لاتكن متكلفاً أو متصنعاً تعامل بتلقائية.
تربيتك لذاتك وتقويمك لها هو انعكاسك لا تنتقدها كثيراً حد الإنكسار ولا تمجد صنيعها حد الغرور، إعترافك بأخطائك هو نصف الحل لمشاكلك، اعترافك بأخطائك تجاه نفسك لايعني بالضرورة تأييدك لها، عليك أن تدرك تماماً التناقضات التي بداخلك: ضعفك، قصورك، جهلك، نسيانك بالطبع فأنت لست كامل الأوصاف، أنت تصنع المعجزات بتصالحك مع نفسك بتعايشك مع تناقضاتك وصولاً الى تقليصها، تصالح مع ماضيك وتقبله أحداثه والمضي قدماً، لاتقدم تناقضاً أخر وترضي الأخرين قبل أن ترضي نفسك، الرضا والتصالح والتسامح مع الذات معاني لمفرد واحد وهو العيش بسلام، دون لوم نفسك وكرهها واضطداها وعتابها على فعل أمور هي لاتشبهك ولاتعكس وجهك في المرآة.
لاتكن عدواً لنفسك من أجل إرضاء الاخرين، مر موعد اللقاء سريعاً، ساعة لقاء بينك وبين نفسك، هاهي أقوالك وأفعالك على نفس شارع إيمانك، وذاتك الأن مُهيأة أن تظهر للملأ دون قناع دون الخوف من"تعليقات الناس" .
استأذن التصالح مني على موعدٍ أخر قبل رحيله وطلب مني أن أوصل جملته الشهيرة لكل صديقٍ التقيه: "تصالح مع داخلك حتى يَصلُح خارجك ".