احمد ابراهيم الفقيه
كنت قد كتبت مقالا قبل حوالي سنة من الآن وتحديدا بعد مباراة المنتخب السعودي مع المنتخب التايلاندي في الجولة الأولى من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018 م حينها انتصر المنتخب السعودي بهدف يتيم من ضربة جزاء ومستوى سيء جدا ولا يبعث على التفاؤل وأذكر أني طالبت الجماهير السعودية بالصبر والتمهل وإعطاء المدرب الهولندي مارفيك الوقت الذي يحتاجه أي مدرب جديد لكي ينجح في عمله ودعمه في هذا المشوار الصعب وذكرت أن هذا المدرب قادر بإذن الله بالوصول بنا إلى كأس العالم
وكان أن حصل ما توقعته من هذا المدرب الخبير وبدأ في حصد النقاط وبدأ المستوى يتحسن ويتصاعد من مباراة إلى أخرى وكانت الأمور تمضي من حسن إلى أحسن حتى بعد خسارتنا من اليابان في الدور الأول لكن سرعان ما رجعنا إلى سكة الانتصارات ثم عدنا إلى الخسارة من استراليا لكن لم يكن لها ذاك التأثير الكبير فلا زال مصيرنا في أيدينا وجاءت مباراة الإمارات قبل أسبوع وحصل ما حصل وأصبح موقف منتخبنا صعب وبعدها بيومين انتصرت اليابان على استراليا وعاد تحديد مصيرنا بيدنا من جديد بإرادة الله . لكن ما حدث بعد الهزيمة أمام الإمارات من عودة نغمة التعصب للأندية بين الجماهير والهجوم الفظيع الذي تم شنه على المدرب الهولندي وعلى لاعبي المنتخب وأصبح الحديث عن لاعبي هذا الفريق وذاك الفريق ولماذا لاعبي هذا الفريق عددهم أكبر من عدد الفريق الآخر وحديث كثير مليئ بالتعصب والتفريق بين لاعبي المنتخب وعندها أصبح لدينا ملايين المدربين من الجماهير التي تركت دورها الفعلي بالدعم والمؤازرة وتفرغت للانتقاد والتنظير في وقت صعب وحساس وضيق ولا يحتاج لمثل هذا الكلام إنما كان هذا الوقت هو وقت الدعم الغير محدود ..
وقبل موعد مباراة اليابان الأخيرة والمفصلية بحوالي ثلاثة أيام كان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله رغم مشاغله العديدة ومسؤلياته الكبيرة أن استشعر حاجة المنتخب لإنتشاله وإخراجه من حالة الإحباط فقام كما عهدناه محبا وداعما لكل أمر فيه نجاح وتقدم للوطن وأبناءه فأمر حفظه الله بشراء جميع تذاكر هذه المباراة وتوزيعها مجانا على الجماهير وكان هذا الأمر بداية عودة المنتخب إلى الطريق الصحيح وتشجيع للجماهير للحضور والوقوف خلف منتخب الوطن .
ولم يكتفي إبن سلمان بذلك بل كان أول الحاضرين إلى الملعب لتشجيع ودعم منتخب الوطن وكأنه يبعث رسالة للجماهير أن دورنا جميعا الدعم والمؤازرة والتشجيع ورسالة أخرى للاعبي المنتخب أننا حضرنا جميعا لدعمكم وتشجيعكم فيجب عليكم أن لا تخذلونا وأن تحاربوا طوال تسعين دقيقة حتى نفرح جميعا بالفوز والتأهل إلى كأس العالم والحمدلله فقد كانت إشارة ولي العهد بإشارة النصر من المنصة هي الشرارة التي اوقدت حماس اللاعبين حتى تحقق الفوز والتأهل الخامس إلى نهائيات كأس العالم ...
أخيرا لا يسعنا إلا ان نهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وجميع أفراد الشعب السعودي بهذا الإنتصار وبهذا التأهل إلى كأس العالم 2018 في روسيا .